يأتي هذا الدليل كي يضيف بعدا متخصصا آخر في مجال التحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان وطريقة وأهمية الوصول إلى مسرح الجريمة. إن ما يميز هذا الدليل عن العديد من الأدلة الأخرى التي تتناول موضوع مسرح الجريمة وكيفية التعاطي مع التحقيق في الانتهاكات التي تستخدم فيها الذخائر والأسلحة النارية بأن هذا الدليل تمت كتابته من قبل رجل مارس عمل التحقيق بنفسه وذو خبرة عملية عسكرية طويلة وله سمعة مهنية لصالح منظمة العفو « خبير » مميزة، حيث انه قام بإعداد تقرير الدولية في العام 2002 عندما تعرضت مدن الضفة الغربية في حينه إلى عملية عسكرية واسعة من قبل قوات الاحتلال تحت اسم والتي أسفرت عن قتل المئات من الفلسطينيين «السور الواقي» وتدمير مئات المباني وإلحاق أضرار جسيمة بالممتلكات نتيجة القصف المدفعي واستخدام صواريخ المروحيات والطائرات المقاتلة والرشاشات مختلفة الأنواع.
في العام 2002 وبعد انتهاء العملية العسكرية لجيش الاحتلال في مدن الضفة الغربية، التقيت السيد كريس في مدينة نابلس ومخيم جنين حيث كان يقوم بالتقاط الصور وجمع المخلفات بهدف إعداد تقرير عن الأسلحة التي استخدمت والأضرار التي ألحقت بالسكان والممتلكات، وبقي اسمه حاضرا في دماغي وبعد سبع سنوات من تلك المقابلة علمت انه يتواجد في قطاع غزه ليقوم بإعداد تقرير خبير عسكري ثاني لصالح منظمة العفو الدولية لما لحق قطاع غزة من أضرار ناتجة عن جرائم الحرب التي ارتكبتها قوات الاحتلال خلال عدوانها على القطاع وحينها قمت بالاتصال به « الرصاص المسبوك » في العملية المسماة تلفونيا وأبدى استعداده للتعاون معنا خاصة وأن تقارير الخبراء في المجالات المختلفة تعتبر وثائق هامة داعمة لأي ملف يتعلق بالملاحقة الجنائية لمجرمي الحرب الإسرائيليين، ومنذ ذاك الوقت بدأت علاقتنا مع السيد كريس.
في العام 2010 قمنا بتنظيم ورشة تدريبية لباحثي الحق الميدانيين ولمهتمين آخرين من مؤسسات أخرى وقام السيد كريس بعرض ما لديه من خبرة في مجال التحقيق والتعرف على أنواع الأسلحة التي تستخدم من قبل الجيوش المختلفة وما تخلفه من أضرار وكيفية التعرف على نوع السلاح من خلال التعرف على الآثار الناتجة عنها.ارتأينا أن لا تبقى هذه التجربة وهذه الخبرة التي يتمتع بها السيد كريس مقتصرة على مناسبات محددة وتبقى حبيسة الدفاتر والملفات التي يحملها في جعبته فشجعناه على وضع هذا الدليل لصالح مؤسسة «الحق »بهدف تعميم هذه الخبرة على أوسع نطاق ممكن.