باشرت إسرائيل في ضم القدس الشرقية عقب بدء احتلال عام 1967 وتهيئتها لتكون، إلى جانب القدس الغربية، «العاصمة الموحدة» لها ومنذ ذلك الحين، عملت على ترسيخ سيطرتها على القدس، متبعة طائفةً من السياسات والممارسات الهادفة إلى دفع الفلسطينيين خارج المدينة والاستيلاء على أراضيهم وممتلكاتهم خلال هذه العملية ونتيجة لذلك، عانت البلدة القديمة، في قلب القدس، كما غيرها من أحياء المدينة، من نفس القضايا واشتمل ذلك، في بعض الجوانب، على مصادرة الممتلكات، وفرض نظام تخطيط تمييزي، ونقص الخدمات، ونقل لمستوطنين إسرائيليين إليها، واستهداف للمؤسسات الفلسطينية، وتقويض موجه للاقتصاد، ومضايقات من قبل سلطات البلدية الإسرائيلية. وما يميّز البلدة القديمة عن غيرها من أحياء القدس، أو عن مناطق الأرض الفلسطينية المحتلة الأخرى، علاوة على تاريخها الفريد والمواقع المقدسة فيها، هو التناقض الصارخ بين الرواية الإسرائيلية التي يتلقاها عدد لا محدود من السياح المتدفقين في شوارعها، وواقع انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكب بالقرب منهم ولذلك، فإن استهداف إسرائيل للفلسطينيين ومحو الحضور الفلسطيني في القدس، يقع على مرأى ومسمع من الجميع.