مقدمة
لم تشهد حالة حقوق الانسان في فلسطين التدني الذي شهدته عام 2022 منذ ما يقرب العقدين من الزمن؛ إذ شهد عام 2022 زيادة خطيرة في الانتهاكات بحق الفلسطينيين/ات، وتحديدًا في الضفة الغربية، بالإضافة إلى الحرب التي شنّتها دولة الاحتلال الاسرائيلية على قطاع غزة. إلى جانب ذلك، شهد العام المنصرم استكمال للهجمة القوية على حركة حقوق الإنسان الفلسطينية والمنظّمات العاملة في مجالها، وجاء ذلك كلّه في ظلّ تصاعد وتيرة القمع والعنف اللذان يحكمان منطق المشروع الاستعماري الاستيطاني في فلسطين منذ احتلالها عام 1948.
بشكل عام، شكّل العام 2022 استمرارًا للأعوام والعقود السابقة من ناحية استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية عام 1967 بما في ذلك مدينة القدس المحتلة، وهو ما يعني استمرار سياساته وإفرازاته المتمثّلة في القتل ومصادرة الأراضي وهدم المنشآت وتهجير الفلسطينيين/ات والبناء الاستيطاني وغيرها من انتهاكات حرية الرأي والتعبير، وفرض القيود على الحركة والتنقل، وانتهاكات الحق في التعليم والصحة ولمّ الشمل وغيرها من الانتهاكات المرتبطة بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية. كما شهد العام المنصرم زيادة في وتيرة التحريض وبثّ الكراهية ضد الفلسطينيين/ات في الضفة والداخل على حدٍّ سواء، تحديدًا خلال الدعاية الانتخابية التي سبقت الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية الأخيرة، كما أن اتفاقيات الائتلاف للحكومة اليمينية الإسرائيلية المتطرّفة، وتوجّهات أحزابها ووزاراتها، والتي تسلّمت تقاليد الحكم نهاية كانون أول/ ديسمبر 2022، تعكس صورة مُصغّرة لما ستبدو عليه حالة حقوق الانسان في العام الحالي. ولعل أبرز ما يلفت الأنظار خلال العام 2022 على صعيد انتهاكات سلطات الاحتلال الإسرائيلي هو الزيادة الملحوظة في وتيرة حالات القتل والإعدامات الميدانية بشكل جعله العام الأكثر دموية بالنسبة للفلسطينيين/ات منذ عام 2005، بالإضافة الى الاقتحامات وتحديدًا في الضفة الغربية، كما وشهد العام 2022 ذروة الاعتداء على حركة حقوق الإنسان الفلسطينية والمنظّمات العاملة في هذا المجال.
تستعرض مؤسسة الحق أبرز الانتهاكات الإسرائيلية خلال عام 2022، وتحديدًا الميدانية منها، والتي تم توثيقها في المؤسسة، مع التركيز على جملة من الانتهاكات التي يُصبح من السهل من خلال التطرّق إليها فهم طبيعة التحوّل الذي طرأ على نوعية السياسات الاستعمارية ليس على المستوى الكمّي فحسب، والتي سادت على مدار السنوات الأخيرة. يتناول التقرير انتهاكات سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين/ات، وبشكل أساسي الشهداء الفلسطينيين/ات الذين قتلتهم سلطات الاحتلال، وهدم المنشآت الخاصة والعامة، وبشكلٍ غير شامل العديد من الانتهاكات الإسرائيلية الأخرى من اعتداء على حركة حقوق الإنسان في فلسطين، مداهمات، اعتقالات، تقييد حرية الحركة والمصادرات.
على الصعيد الداخلي؛ لم يطرأ أي تغيير إيجابي في ممارسات السلطة الفلسطينية وحكومة الأمر الواقع في قطاع غزة تجاه الفلسطينيين/ات، ولم يشهد العام 2022 تغييرًا على وضع حقوق الإنسان في الضفة الغربية وقطاع غزة؛ إذ ما زالت حالة الحقوق والحريات العامة تشهد ترجعًا مستمرًّا. يتناول التقرير الانتهاكات المرتكبة من قبل السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، وسلطة الأمر الواقع في قطاع غزة. في هذا التقرير، سيتم تقديم بعض من الحالات التي وثقتها المؤسسة لانتهاكات تشمل الاحتجاز التعسفي، وانتهاكات الحق في ظروف احتجاز ملائمة، وانتهاكات الحق في محاكمات عادلة، وانتهاكات حرية الرأي والتعبير.
للإطلاع على تقرير الحق الميداني حول انتهاكات حقوق الإنسان لعام 2022 أنقر/ي هنا.