الانتهاكات الإسرائيلية
القتل
استشهد خلال شهر أيّار المنصرم 289 شهيدًا/ة، ويتوزّعون جغرافيًا على النحو التالي: قطاع غزّة 253 شهيدًا/ة حتّى آخر تحديث من وزارة الصحة، والضفّة الغربية 34 شهيدًا/ة (بما فيهم شهيد في بداية حزيران جرّاء إصابة سابقة)، وداخل الخط الأخضر شهيدين.
في حين استشهد شاب داخل الخط الأخضر على يد وحدة "اليسّام" التابعة لشرطة الاحتلال في مدينة أم الفحم، فقد استشهد شاب آخر في مدينة اللّد على يد مستوطن إسرائيلي إثر إطلاقه النار بكثافة تجاه شبّان فلسطينيين خلال احتجاجهم على الممارسات الإسرائيلية.
شهد شهر أيّار عدواناً عسكريًا على قطاع غزة دام 11 يومًا ابتداءً من مساء 10 أيّار حتّى فجر 21 أيّار، قتلت خلاله سلطات الاحتلال مئات الفلسطينيين والفلسطينيات وأبادت عائلات بأكملها. ومن مجمل 253 شهيدًا/ة حتّى آخر تحديث وفقًا لأرقام وزارة الصحّة الفلسطينية، بلغ عدد الأطفال الشهداء 66 طفلًا/ة و39 النساء شهيدة بالإضافة إلى 17 مسنّ/ة.
تدمير برج الشروق، 13 أيّار 2021، مدينة غزّة.
وخلال العدوان محيت عائلات بأكملها من السجل المدني الفلسطيني، وارتكبت عمليات قصف وقتل واسعة النطاق ضد المدنيين في أحيّاء ومناطق محدّدة من القطاع مثل حيّ الرمال في مدينة غزّة. تعرّض الحي لقصف جوي عنيف في تاريخ 16/5/2021 أدّى إلى استشهاد 44 فلسطينيًا/ة في ذات الحادثة فقط.
Figure 1 قصف المنطقة الصناعية كارني شرق مدينة غزّة - 20 أيّار 2021
ونجم عن العدوان وفقًا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي المحتلة تدمير 1165 وحدة سكنية وتجارية بشكلٍ تام، بالإضافة إلى تضرر 1128 وحدة سكنية وتجارية بشكل كبير، فضلًا عن تضرّر 15129 وحدة بشكلٍ طفيف أو جزئي. كما هدمت 58 منشأة تعليمية و19 مركزًا طبيًّا بشكلٍ تام و9 مستشفيات تضرّرت بشكلٍ طفيف أو جزئي.
تدمير طائرات الاحتلال لعمارة كحيل مقابل منتزة الشجاعية شرق مدينة غزة يوم 20 أيار 2021
واستشهد 34 شهيدًا/ة فلسطينيًا في الضفّة الغربية بما فيها القدس منهم 14 خلال مسيرات نصرة القدس ورفضًا للعدوان على قطاع غزّة، بالإضافة إلى 3 شهداء خلال تصدّيهم لاعتداءات مستوطنين، وحالات أخرى عديدة أثناء تصدّي الشبّان لمداهمات قوات الاحتلال البلدات والمدن الفلسطينية وعلى الحواجز الإسرائيلية.
احتجزت سلطات الاحتلال خلال أيّار 8 جثامين شهداء تضاف إلى عشرات الجثامين المحتجزة منذ نيسان 2016 ليبلغ العدد الإجمالي للشهداء المحتجزين لدى سلطات الاحتلال خلال الفترة الزمنية المذكورة 78 جثمانًا.
ومن مجمل الشهداء، قتل المستوطنون 3 شبّان في محافظات الخليل وسلفيت ونابلس، والبقية قتلهم جنود الاحتلال. فقد قتل المستوطنون في الريحية جنوب الخليل الشاب إسماعيل طوباسي الذي خرج مع عدد من الشبّان لإطفاء الحرائق التي أشعلها مستوطنون بالحقول الفلسطينية التابعة للبلدة في 14 أيّار فأطلقوا عليهم النار ليصاب الشهيد بعيارٍ ناريٍ في الرأس من الخلف، ومن ثم وصل إليه المستوطنون وجنود الاحتلال ونكّلوا به واعتدوا عليه بالضرب وهو مصاب وملقى على الأرض قبل أن يخلّصه المسعفون والشبّان رغم إعاقة المستوطنين لمحاولات نقله للمستشفى.
صورة شخصية للشهيد إسماعيل الطوباسي
وفي ذات اليوم، قتل مستوطنون بوجود قوات الاحتلال الشاب حسام عصايرة في عصيرة القبلية في محافظة نابلس إثر خروجه وشبّان البلدة للتصدي لاعتداءات المستوطنين الذين هاجموا منازل الفلسطينيين. حدثت مواجهات بين الشبّان من جهة، والمستوطنين وجنود الاحتلال من جهة أخرى، قبل أن يطلق مستوطن النار ليصيب شابين بالأعيرة النارية استشهد أحدهما وهو الشاب حسام الذي أصيب بالظهر.
صورة شخصية للشهيد حسام عصايرة
وكذلك الحال في ذات اليوم، استشهد الشاب عوض حرب برصاص المستوطنين إثر هجومهم على قرية إسكاكا في محافظة سلفيت وخروج الشبّان لصدّ اعتداءات المستوطنين. اندلعت مواجهات بين الشبّان، والمستوطنين وجنود الاحتلال الذين أطلقوا قنابل غاز وأعيرة نارية. ويروي شهود العيان رؤيتهم لأحد المستوطن يتّخذ وضعية القنص قبل أن يطلق النار على الشاب عوض أثناء محاولته الاختباء جدار إسمنتي لحماية نفسه من الطلقات والقنابل التي يطلقها جنود الاحتلال. علمًا بأنّ سلطات الاحتلال أعاقت وصول مركبة الإسعاف الفلسطينية للشهيد وتأخّر الوصول إليه 30 دقيقة.
صورة شخصية للشهيد عوض حرب
هدم منشآت خاصة أخرى
هدمت سلطات الاحتلال 3 منشآت خاصة عبارة عن غرفة زراعية وكراج تصليح، وبركس لقطع المركبات، اثنتان منهما في قرية الخضر والأخرى في سبسطية. والمنشآت الثلاثة تقع في المناطق المصنّفة "ج" وفقًا لتصنيف أوسلو. هدمت منشأتان منهما باستخدام الجرافات والأخيرة عبارة عن بركس تم تفكيكه ومصادرته.
بلغت مساحة المنشآت المهدومة 362 متر مربع، وبلغت تكلفة بنائها 326 ألف شيكل. وتعد هذه المنشآت مصادر رزقٍ رئيسية للعائلات المالكة. تقع المنشآت المهدومة بالقرب من شوارع التفافية ما قد يفسّر سبب استهدافها. ويلاحظ أنّ المنشآت الثلاثة هدمت مرّات أخرى في السابق قبل أن يعاد بناؤها وتهدم الآن في استهداف واضح للمنطقة من سلطات الاحتلال.
انتهاكات أخرى[1]
تواصلت الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلي خلال الشهر المنصرم بوتيرة مكثّفة، خلال عدون الاحتلال على قطاع غزّة والقمع المنظّم للاحتجاجات الفلسطينية في داخل الخط الاخضر والضفة الغربية بما فيها القدس.
بالإضافة إلى سياسات القتل والهدم والتدمير الممنهجة، استهدفت سلطات الاحتلال بشكلٍ متعمّد مركبات الإسعاف والمسعفين خلال محاولات إجلاء المصابين. واستهدف الاحتلال بشكلٍ متعمّد وباستخدام الرصاص الحي والمغلّف بالمطاط وقنابل الغاز والصوت المتظاهرين الفلسطينيين وأواقع في صفوفهم مئات الإصابات، ووثّقت الحق العديد منها.
وعلى صعيدٍ آخر، استخدم الاحتلال سياسات الضرب بأشكاله المتعددة على نطاقٍ واسع لا سيّما في مناطق الاحتكاك المباشر مع جنود الاحتلال في القدس وداخل الخط الاخضر، وتم الاعتداء على عشرات الفلسطينيين، وشملت الاعتداءات الأطفال والصحفيين والمسعفين وفتيات وفتيان وكافة شرائح المجتمع.
إطلاق قوات الاحتلال النار على مركبة إسعاف خلال نقلها مصاب أثناء مواجهات بالقرب من معبر الجلمة - جنين
وتكثّفت اعتداءات المستوطنين خلال شهر أيّار ضد الفلسطينيين، وشملت الاعتداءات هجمات على قرى وبلدات بأكملها، واعتداءات بالضرب الجماعي ضد فلسطينيين في مناطق داخل الخط الأخضر ومدينة القدس وحرق محاصيل وغيرها من أشكال الاعتداءات التي كانت تتم برفقة جنود الاحتلال وحمايتهم.
اعتداءات السلطة الفلسطينية وسلطة الأمر الواقع في قطاع غزة[2]
وفيات في ظروف خاصة
توفّى ج.أ (41 عامًا) في مركز إصلاح وتأهيل دير البلح في تاريخ 2/5/2021، وهو من سكّان المغازي. تبيّن بعد التحقيقات أنّ الوفاة كانت طبيعية جرّاء إصابته بكوفيد-19 لأنّه يعاني من أمراض مزمنة أخرى. ولم يظهر أنّه توفّى نتيجة تقصير في إجراءات الوقاية بل أصيب بالفايروس خلال إجازة منزلية قبل عودته للسجن وتبيّن إصابته التي توفي على إثرها.
انتهاكات أخرى
شنّت أجهزة أمن السلطة الفلسطينية حملة مداهمات واحتجاز تعسّفي واستدعاءات بحقّ ما يتجاوز 20 شابًا فلسطينيا على خلفية تعبيرهم عن رأيهم على وسائل التواصل الاجتماعي ونقد أداء السلطة الفلسطينية أو على خلفية نشاط بعضهم في الكتلة الانتخابية.
وفي حين تم إطلاق سراح بعض المحتجزين بعد تعرضهم للضرب، إلا أنّ آخرين يحاكمون بتهمة "قذف مقامات عليا" أو "إثارة نعرات طائفية". وسجّلت الحق سوء معاملة وتعذيب بحق عدد من المحتجزين على خلفيات سياسية أو متهمين بأحداث حرق مراكز شرطة بدو وحوّارة.
تركيز الشهر (الاعتقالات)
انتهجت سلطات الاحتلال أسلوب الاعتقالات على نطاقٍ واسعٍ على كامل تراب فلسطين خلال الهبّة الشعبية في شهر أيّار الماضي، وعادةً ما صاحب حملات الاعتقالات مداهمات منازل وتفتيش وضرب وتخريب في محاولة لردع المحتجين الفلسطينيين ولخلق بيئة ترهيبية تمنع المشاركة في الاحتجاجات.
اعتقلت سلطات الاحتلال وفقًا لنادي الأسير ابتداءً من هبّة باب العمود في منتصف نيسان حتّى 26 أيّار أكثر من 2650 فلسطينيًا/ة يتوزّعون جغرافيًا على النحو التالي: أكثر من 550 في مدينة القدس، وأكثر من 550 في الضفّة الغربية، وأكثر من 1550 في مدن داخل الخط الاخضر.
شملت الاعتقالات شبّان وشابات وقاصرين، ولم تختلف إجراءات الاحتجاز في الأراضي المحتلة 67 عنها في مدن داخل الخط الاخضر. تثبت شهادات عديدة أنّ قسم من المعتقلين تم اعتقالهم بشكلٍ عشوائي خلال قمع الاحتجاجات الفلسطينية، وقسم آخر تم اعتقاله بشكلٍ مقصود في حملات مداهمات واعتقال.
وتعرّض كثير من المعتقلين إلى ضرب وتعنيف جسدي وضغط نفسي وتقييد بطريقة مؤذية خلال مراحل الاعتقال المختلفة، وفي أحيانٍ كثيرة منع من التحويل للمستشفى على وجه السرعة وتقديم العلاج الضروري جرّاء الاعتداءات.
ويروي أحد المعتقلين ل.غ تفاصيل اعتقاله والاعتداء عليه في مدينة القدس قائلًا:
فكنت أكنس الشارع أمام بسطتي وأثناء قيامي بذلك قام أحد عناصر حرس الحدود التابع للاحتلال بالزي الويتي بدفعي فحاولت الابتعاد عنه فأعاد دفعي مرة أخرى فحاولت الابتعاد عنه مرة أخرى وأعاد الكرة فعاودت الابتعاد عنه وفي المرة الأخيرة قام بالاعتداء علي حيث لكمني في الوجه بالقرب من عيني اليسرى وبعدها قام أكثر من عنصر كانوا برفقة العنصر بالاعتداء عليه حيث قاموا بضربي باللكم والركل لحوالي دقيقتين وبعدها سقطت على الأرض للخلف ومن بعدها استمروا بضربي بالإضافة للكم والركل قاموا بضربي بالعصي وأثناء محاولتي حماية وجهي بوضع يداي على وجهي قاموا بتقييد أيدي للخلف بأصفاد حديدية وبعدها نقلوني إلى مركز شرطة الاحتلال بالقرب من باب الأسباط، وعندما وصلت إلى باب المركز قام أحد عناصر شرطة الاحتلال بالزي الكحلي بوضعه رجله أمامي فسقطت على وجهي وبعدها بدأ الاعتداء من قبل أكثر من عنصر لم أستطع رؤيتهم واستمر الاعتداء حوالي عشر دقائق وبعدها فقدت الوعي حتى وصلت سيارة الإسعاف واستعدت الوعي جزئيًا فقام أحد عناصر حرس الحدود بضربي بركبته على أسناني وقام عنصر آخر بلكمي على رأسي وبعدها قام العنصر الذي ضربني بركبته بالبصق بوجهي ثم قام أحد عناصر شرطة الاحتلال برفعي عن الأرض من خلال سحبي من الأصفاد وأثناء رفعه لي قام عنصر آخر بركلي على صدري حوالي أربع مرات وقال لي باللغة العبرية التي أفهمها جيدًا "حتى تموت"،[3]