اختتم راجي الصوراني، مدير المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، وشعوان جبارين، المدير العام لمؤسسة الحق بتاريخ 25/4/2016 جولة للولايات المتحدة استمرت لمدة أسبوعين، قدما خلالها شهادات حية عن الأوضاع في فلسطين المحتلة. وقد تحدث الصوراني وجبارين خلال جولتمهما عن الآثار المدمرة للاحتلال الإسرائيلي المستمر منذ ما يقارب الخمسين عاماً على حياة الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، وتحدثا أيضا عن الجهود التي تبذلها مؤسستيهما على أكثر من صعيد، منها الصعيد الدولي، للدفاع عن حقوق الفلسطينيين، والسعي لمساءلة مرتكبي الانتهاكات الخطيرة للقانون الدولي.
وفي حديثه حول هدف الجولة قال الصوراني: "نحن هنا نحمل رسالة بسيطة، متمثلة بضرورة زوال الاحتلال بكل أشكاله بما فيها الحصار المفروض على قطاع غزة منذ تسع سنوات". واستطرد الصوراني قائلًا أن الولايات المتحدة قدمت الدعم السياسي والمالي لإسرائيل عبر سنوات احتلالها لغزة والضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية. كما قدمت الدعم لها خلال هجماتها العسكرية الثلاثة على قطاع غزة في السنوات الست الماضية، والتي ذهب ضحيتها آلاف الفلسطينيين غالبيتهم من المدنيين. بالإضافة لذلك فإن الولايات المتحدة مستمرة بدعمها غير المشروط لإسرائيل ولسياسة العقاب الجماعي لمليوني فلسطيني في غزة، ما يحرمهم من حقهم في الحركة والتنقل، وحقهم في إعادة بناء منازلهم المدمرة، وفي الحصول على مياه شرب نظيفة، وغيرها من الحقوق. وبذلك فإن الولايات المتحدة تعتبر مشاركة بجرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين، وعليها أن توقف الغطاء القانوني والسياسي ودعمها العسكري والاقتصادي لإسرائيل، حتى تنهي احتلالها وانتهاكاتها للقانون الدولي.
جاءت هذه الجولة بعد أكثر من سنة من التخطيط، وبعد أن تم تأجيلها مرتين، بسبب عدم السماح للصوراني بدخول الولايات المتحدة وعدم قدرته على الخروج من قطاع غزة المحاصر منذ أكثر من تسع سنوات. وبالرغم من كل هذه الصعوبات، فقد نجح الصوراني وجبارين بالوصول للولايات المتحدة والالتقاء مباشرة مع الجماهير الأمريكية، حيث تحدث الإثنان في ثمان فعاليات عامة في نيويورك، وبوسطن، وواشنطن العاصمة، وفي كليات الحقوق، ومؤسسات الفكر والرأي والمنتديات العامة. كما تحدث الاثنان في مؤتمر صحفي عقد في مقر الأمم المتحدة في نيويورك أمام عدد من الصحفيين المحليين والدوليين. كما التقى الإثنان بحركات طلابية في جميع أنحاء البلاد عبر الويبينار، واجتمعا مع العديد من موظفي الأمم المتحدة، وأمضيا بعض الوقت في كابيتول هيل، التقيا خلاله مع عضو الكونغرس جون لويس.
أما شعوان جبارين فقد أكد خلال لقاءاته أن الدعم للقضية الفلسطينية آخذ بالتنامي وأن هناك الكثير من الناس - الآن أكثر من أي وقت مضى- يشككون فيما تقدمه إسرائيل من حجج متعلقة بالأمن كسبب لاستمرار احتلالها الذي يحرم الفلسطينيين من ممارسة حقوقهم. وأضاف جبارين أن الطريق أمامنا ما زالت طويلة، وأن على المجتمع الدولي أن يلتزم بكافة التزاماته القانونية لضمان العدالة. ولكنه في ذات الوقت أكد أن العدالة ستسود في نهاية المطاف. وأضاف أنه على الرغم من الجهود التي تبذلها إسرائيل لتدمير المقاومة الفلسطينية للاحتلال، فإن التضامن مع الفلسطينيين في الولايات المتحدة وأماكن أخرى، يتنامى باستمرار، وأن الفلسطينيين سيواصلون العمل مع حركات التضامن حتى يزول الاحتلال، ويتمكنوا من التمتع بحقوقهم وعلى رأسها حقهم في تقرير المصير.
شارك في اللقاءات التي تم تنظيمها للصوراني وجبارين مئات الأشخاص، وقد حصل هؤلاء على معلومات، واستمعوا لوجهات نظر جديدة، لن يكون من السهل الحصول عليها عبر وسائل أخرى. وقد عبر هؤلاء عن نيتهم بذل كل ما في وسعهم؛ لدعم نضال الفلسطينيين لممارسة حقوقهم.
وبدورها أكدت كاثرين كالاغر، المسؤولة في مركز الحقوق الدستورية ونائبة رئيس الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان، على ما ذكره جبارين والصوراني خلال مداخلاتهما من أن التغيير يأتي دائما من القاعدة، وأن الوقت قد حان للتغيير، وأن على الآخرين الذين استمعوا لمداخلات الصوراني وجبارين الاستفادة منها لتنظيم صفوفهم بشكل أفضل والضغط على الحكومة الأمريكية لوقف دعمها غير المشروط لإسرائيل .
يذكر أن وزارة الخارجية لم تتجاوب مع دعوات اللقاء بجبارين والصوراني، على الرغم من الجهود التي بذلها مركز الحقوق الدستورية في هذا الصدد.
قام مركز الحقوق الدستورية (CCR) بتنظيم وتنسيق هذه الجولة في الولايات المتحدة لمدة أسبوعين، بدعم من العديد من منظمات حقوق الإنسان والمناصرة، والدعم السخي من مؤسسة بيرثا. إن عمل مركز الحقوق الدستورية مع الصوراني وجبارين هو جزء من دعم المركز طويل الأمد، وتضامنا مع النضال الفلسطيني لحقوق الإنسان وجهوده لوضع حد لسياسة إفلات الحكومة الإسرائيلية من العقاب عن انتهاكاتها للقانون الدولي المتعلقة باحتلالها غير المشروع وتواطؤ الولايات المتحدة في مساندة الاحتلال.
مؤسسة الحق هي منظمة حقوق إنسان فلسطينية مستقلة غير حكومية ومقرها في رام الله بالضفة الغربية. أنشئت في عام 1979 لحماية وتعزيز حقوق الإنسان وسيادة القانون في الأرض الفلسطينية المحتلة من خلال البحوث القانونية والوثائق وبناء القدرات للتصدي لانتهاكات الحقوق الفردية والجماعية للفلسطينيين بموجب القانون الدولي، بغض النظر عن هوية الجاني. للمزيد قم بزيارة: www.alhaq.org وتابع الحق على:@alhaq_org
المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان هو منظمة غير حكومية مقرها في مدينة غزة، ومكرسة لحماية حقوق الإنسان، وتعزيز سيادة القانون وإعلاء مبادئ الديمقراطية في الأرض الفلسطينية المحتلة. تأسس في عام 1995، ويتمتع بصفة استشارية لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة. للمزيد قم بزيارة: www.pchrgaza.org وتابع المركز على: @pchrgaza
مركز الحقوق الدستورية (CCR) مكرس لنشر الحقوق التي يكفلها دستور الولايات المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان وحمايتها. تأسس في عام 1966 من قبل المحامين الذين يمثلون حركات الحقوق المدنية في الجنوب، CCR هي منظمة قانونية وتعليمية غير هادفة للربح تلتزم بالاستخدام المبدع للقانون كقوة إيجابية من أجل التغيير الاجتماعي. للمزيد قم بزيارة www.ccrjustice.org وتابع المركز على: @theCCR
للتواصل: