القائمة الرئيسية
EN
الاحتلال يصدر أوامر تهجير جديدة ويواصل القتل الجماعي إمعانا في الإبادة الجماعية في قطاع غزة
08، أغسطس 2024

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي هجومها العسكري الواسع على قطاع غزة، عبر الجو والبر والبحر، للشهر العاشر على التوالي بما في ذلك قصف المنازل ومراكز الإيواء وتجمعات النازحين وخيامهم على رؤوس ساكنيها دون إنذار مسبق، وارتكاب جرائم قتل جماعي، وإصدار أوامر تهجير قسري، وتنفيذ عمليات تدمير واسعة للمنازل والمباني والبنى التحتية، مع تعاظم معاناة مئات آلاف النازحين والنازحات، في إمعان على ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في غزة.

وبرز أمس 7 أغسطس/آب الجاري، تداول مقطع فيديو نشرته القناة الـ 12 الإسرائيلية لمشهد يوثق اعتداء جنود إسرائيليين جنسيا على معتقل فلسطيني في معتقل سدي تيمان الذي يديره الجيش الإسرائيلي. وتؤكد مؤسساتنا أن هذا المقطع هو جزء يسير من الانتهاكات الفظيعة والتعذيب الممنهج الذي يتعرض له آلاف المعتقلين الفلسطينيين، خاصة المعتقلين من قطاع غزة، حيث وردتنا شهادات عديدة عن أعمال عنف جنسي بحق العديد من المعتقلين والمعتقلات، في وقت تواصل فيه دولة الاحتلال الإخفاء القسري لآلاف الأسرى والمعتقلين، وتستمر هذه الانتهاكات الخطيرة مع غياب أي مساءلة أو محاسبة وصمت دولي يرقى إلى التواطؤ في جريمة الإبادة الجماعية.

وقالت القناة الإسرائيلية إن الأسير تعرض للتعذيب والاعتداء الجنسي من قبل الجنود الذين حاولوا إخفاء وجوههم لعلمهم بوجود كاميرات مراقبة.

وبالتزامن مع إصدار هذا البيان، أصدرت قوات الاحتلال أوامر تهجير جديدة شملت وادي السلقا وحاراتها، القرارة وحاراتها، بني سهيلا وحاراتها، عبسان وحاراتها، خربة خزاعة وحاراتها واحياء الشيخ ناصر، مركز المدينة، السطر والمحطة، بالتزامن مع قصف جوي ومدفعي عنيف، وبداية هجوم بري شرق المدينة.

وضمن سياق أوسع من الجرائم، تمكن باحثونا من توثيق عدد من الجرائم والانتهاكات الخطيرة خلال المدة من 5– 7 أغسطس/آب الجاري، على النحو الآتي:

الاثنين، 5 أغسطس/آب 2024

في حوالي الساعة 11:40 صباحًا، قصفت طائرة مسيرة إسرائيلية سيارة جيب، بينما كانت تسير بشارع المطاحن بين خان يونس ودير البلح، ما أدى إلى استشهاد 5 منهم. وفي وقت متزامن قصفت طائرة إسرائيلية مسيرة تجمعًا للسكان في منطقة المطاحن، شمال خان يونس، ما أدى إلى استشهاد ثلاثة منهم.

وصباح اليوم، استلمت الطواقم الطبية جثامين 89 شهيدًا فلسطينياً، سلمتهم سلطات الاحتلال وجرى دفنهم في المقبرة التركية في خان يونس. ووفق المكتب الإعلامي الحكومي، فقد سلم الاحتلال هؤلاء الشهداء في 35 كفناً فقط، منهم 13 جثة وضعهم في كفن واحد، و22 جثة في كفن آخر، وباقي الشهداء جثامينهم متفرقة في عدة أكفان في طريقة مهينة وحاطة بكرامة الشهداء. وفق المعلومات المتوفرة فإن قوات الاحتلال سبق أن انتشلت مئات جثامين الشهداء من مقابر مختلفة في قطاع غزة ونقلتهم إلى جهات مجهولة وأخضعتهم للتحليل قبل ان تسلم أعدادا منهم.

في حوالي الساعة 1:15 ظهراً، قصفت طائرة مسيرة إسرائيلية مجموعة من السكان في منطقة الضابطة الجمركية جنوب شرق خان يونس، ما أدى إلى استشهاد اثنين من السكان.

في حوالي الساعة 2:20 ظهراً، قصفت طائرات الاحتلال منزلا لعائلة الدويك يقطنه رئيس بلدية البريج، الواقع قرب دوار أبو صرار بمخيم البريج بالمحافظة الوسطى، ما أدى إلى استشهاد سيدة وإصابة آخرين.

في حوالي الساعة 2:35 ظهراً، قصفت طائرة مسيرة إسرائيلية تجمعا للسكان في محيط متنزه مخيم المغازي بالمحافظة الوسطى، ما أدى إلى استشهاد اثنين منهم وإصابة آخرين.

في حوالي الساعة 4:25 عصراً، قصفت طائرات الاحتلال منزلاً لعائلة الجبور في جورة اللوت في خان يونس، ما أدى إلى استشهاد أحد السكان وإصابة آخرين بجروح.

في حوالي الساعة 6:00 مساءً، قصفت طائرة مسيرة إسرائيلية تجمعا للسكان في منطقة المشاعلة جنوب مدينة دير البلح بالمحافظة الوسطى، ما أدى إلى استشهاد أحدهم وإصابة آخرين.

الثلاثاء، 6 أغسطس/آب 2024

في حوالي الساعة 9:45 صباحًا، وصل 5 شهداء من عائلة النباهين، أحدهم طفل، إلى مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح، انتشلت طواقم الاسعاف جثامينهم من شرق مخيم البريج، وبمساعدة عدد من السكان، بعد إصابتهم بقذيفة أطلقتها تجاههم قوات الاحتلال في وقت سابق. يذكر أن المدفعية الاسرائيلية تطلق يوميا عشرات القذائف تجاه الأطراف الشرقية للمخيم وعموم شرق المحافظة الوسطى.

في حوالي الساعة 3:30 عصراً، قصفت طائرات الاحتلال شقة سكنية لعائلة عبيد عند مفترق المغربي بشارع الثلاثيني جنوب غرب مدينة غزة، على سكانيها دون إنذار مسبق، ما أدى إلى استشهاد ثلاثة من السكان وإصابة 20 آخرين بجروح، غالبيتهم أطفال ونساء. وكان من بين الضحايا عدد من المارة الذين تواجدوا بالصدفة لشراء الخبز من مخبز موجود في الطابق الأرضي من البناية المستهدفة.

في حوالي الساعة 5:35 مساءً، قصفت طائرة مسيرة إسرائيلية خيمة للنازحين في منطقة الزنة في بلدة بني سهيلا شرق خان يونس، ما أدى إلى استشهاد أربعة من السكان، منهم ثلاثة أشقاء، بينهم طفلة، والرابع ابن عمهم محمد عيسى محمد أبو سعادة، 31 عاماً، وهو مصور صحفي. كما أصيب ثلاثة آخرون، منهم امرأتان، بجروح ونقلوا إلى مستشفى ناصر بخان يونس.

في حوالي الساعة 6:45 مساءً، قصفت طائرات الاحتلال بصاروخ تجمعا سكنيا شمال شارع عكيلة بمدينة دير البلح، وأعادت استهدافه بعد حوالي 10 دقائق بصاروخين، واستهدفته مرة أخرى بعد حوالي نصف ساعة بصاروخين ما أدى إلى استشهاد ثلاثة من السكان وإصابة حوالي 40 آخرين. وتسبب القصف بتدمير منزلين بالكامل، وإلحاق أضرار في عدد من المنازل المجاورة. من الجدير ذكره أن المكان المستهدف محاط بالعشرات من خيام النازحين، التي تضررت بشكل كبير وأصيب عدد من سكانها.

في حوالي الساعة 9:45 مساءً، قصفت طائرات الاحتلال خيمة للنازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس، ما أدى إلى إصابة 9 بجروح، من بينهم سيدة إصابتها خطيرة، وأعلن عن وفاتها فجر اليوم التالي.

الأربعاء، 7 أغسطس/آب 2024

في حوالي الساعة 5:00 فجرًا، قصفت طائرات الاحتلال شقة سكنية لعائلة حمادة في شارع المشاهرة بحي الدرج في مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد ثلاثة من سكانها، هم: زوجان وطفلهما. كما أصيب عدد من السكان بجروح.

في حوالي الساعة 11:20 صباحًا، أطلقت قوات الاحتلال قذيفة تجاه تجمع للسكان قرب تكية لتوزيع الطعام في بلدة خزاعة شرق خان يونس، ما أدى إلى استشهاد السيدة مريم أنور رزق قديح (29 عاماً)، وإصابة 4 آخرين بجروح.

في حوالي الساعة 11:40 صباحًا، قصفت طائرة مسيّرة إسرائيلية شارع مشتهى في حي الشجاعية شرق غزة، ما أدى إلى استشهاد أحد السكان.

في حوالي الساعة 2:00 ظهراً، قصفت طائرات الاحتلال بسطة تجارية للمواد الغذائية في مخيم خان يونس، ما أسفر عن سقوط 3 شهداء، بينهم شقيقان. كما أصيب 10 إصابات آخرين بجروح.

في حوالي الساعة 2:10 ظهراً، قصفت طائرات الاحتلال منزلا لعائلة إكي قرب مدرسة الرملة شرق مدينة غزة، ما أدى إلى وقوع 4 إصابات.

في حوالي الساعة 2:46 ظهراً، قصفت طائرات الاحتلال خيمة للنازحين من عائلة أبو دقة في عبسان الكبيرة شرقي خان يونس، ما أدى إلى اشتعال النيران بعدد من الخيام. أسفر القصف عن استشهاد 5 مواطنين، منهم سيدة وابنها، بعدما تفحمت أجسامهم، وإصابة آخرين بجروح.

في حوالي الساعة 4:30 عصراً، قصفت طائرات الاحتلال منزلاً لعائلة الأغا في السطر الشرقي في خان يونس، ما أدى إلى إصابة 4 من السكان.

في حوالي الساعة 4:20 عصراً، قصفت طائرات الاحتلال خيمة للنازحين من عائلة النجار في ارميضة في بني سهيلا شرق خان يونس، ما أدى إلى استشهاد أربعة من السكان، هم شقيقان وجدهما وقريبتهما، إضافة إلى إصابة آخرين بجروح.

في حوالي الساعة 5:27 مساءً، قصفت طائرات الاحتلال عمارة سكنية من 5 طوابق لعائلة أبو الحشيك في حي الرقب الغربي على شارع صلاح الدين في بني سهيلا شرق خان يونس، ما أدى إلى تدميرها.

في حوالي الساعة 5:45 مساءً، أصدرت قوات الاحتلال أوامر تهجير قسري إلى كل المتواجدين في منطقة بيت حانون وأحياء المنشية والشيخ زايد والنازحين في داخل المآوي في المنطقة المذكورة شمال غزة، وطالبتهم بالتوجه إلى دير البلح والزوايدة وسط قطاع غزة، علمًا أنها وجهت رسائل ظهر الثلاثاء، أي قبل يوم واحد من اصدار الأوامر ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، لسكان تلك المناطق وطالبتهم بالتوجه إلى مدينة غزة.

في حوالي الساعة 8:50 مساءً، قصفت طائرات الاحتلال منزلا لعائلة أبو خاطر في معن جنوب خان يونس، دون إنذار مسبق، ما أدى إلى استشهاد ثلاثة من سكانه، منهم، طفلان. والشهداء هم شقيقان منهما طفلة، إضافة إلى طفل ابن شقيقهما.

في حوالي الساعة 10:00 مساءً، قصفت طائرات الاحتلال منزل سالم حمادة في حي الدرج شرق مدينة غزة، دون إنذار مسبق، ما أدى إلى استشهاد اثنين من سكانه وإصابة آخرين بجروح.

وحتى وقت إعداد هذا البيان، تواصل قوات الاحتلال قصفها عبر الجو والبر والبحر، على جميع أنحاء قطاع غزة، بما في ذلك المناطق التي أعلنتها مناطق آمنة وإنسانية، ما يُوقع مزيداً من الضحايا ويتسبب بتدمير المباني والبنى التحتية، مع استمرار التدمير الواسع للمنازل والمنشآت في رفح. وشهد هذا الأسبوع المزيد من أعمال التدمير للمباني في مدينة الزهراء جنوب مدينة غزة. ويفيد برنامج التطبيقات الساتلية العملياتية (اليونوسات) بأن الأضرار لحقت بما نسبته 63 في المائة من المنشآت في غزة حتى يوم 6 تموز/يوليو، بما فيها 10,100 منشأة جرى تقييمها مؤخرًا على أنها متضررة في مدينة رفح.

كما تتواصل معاناة مئات آلاف النازحين والنازحات بسبب تفشي المجاعة في شمال القطاع، حيث تؤكد مجموعة التغذية زيادة حالات سوء التغذية المكتشفة بين الأطفال في شمال غزة حوالي 300 في المائة في تموز/يوليو بالمقارنة مع أيار/مايو.

تجدد مؤسساتنا، المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، ومركز الميزان، ومؤسسة الحق، تأكيدها أن استمرار إسرائيل في عدوانها وتجاهلها المطالبات بوقف جريمة الإبادة الجماعية في غزة، هو نتيجة الحصانة التي توفرها بعض دول العالم الغربي، والتي سمحت بتكريس سياسة الإفلات من العقاب، فضلاً عن التواطؤ في الانتهاكات الخطيرة بحق الشعب الفلسطيني من خلال تزويدها قوات الاحتلال بالسلاح والذخائر إلى جانب الدعم السياسي.

وتؤكد مؤسساتنا أن هذا الصمت الدولي الرسمي واستمرار تزويد دولة الاحتلال بالسلاح لاستخدامه في قتل وسحق الفلسطينيين/ات وتدمير كل مقومات الحياة هو تواطؤ مع الجرائم الخطيرة المرتكبة بحق شعبنا. وبناءً عليه، نطالب الدول الأطراف الثالثة بالالتزام بمسؤوليتها القانونية ووضع حد لحصانة دولة الاحتلال وذلك من خلال وقف تزويد إسرائيل بالسلاح والذخيرة، ومحاسبة مسؤوليها عن ارتكاب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وجريمة الابادة الجماعية.

وندعو المجتمع الدولي إلى التحرك الجاد لإجبار دولة الاحتلال على وقف جريمة الإبادة الجماعية، وفرض وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإلزامها بالامتثال لقرارات محكمة العدل الدولية التي فرضت تدابير مؤقتة لمنع ووقف ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية. وندعو المحكمة الجنائية الدولية للإسراع في تحقيقاتها وإصدار مذكرات اعتقال بحق مسؤوليها الضالعين في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والجريمة الأخطر، جريمة الإبادة الجماعية.