تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي هجومها العسكري الواسع على قطاع غزة، عبر الجو والبر والبحر، لليوم الـ 304 على التوالي، بما في ذلك قصف المنازل ومراكز الإيواء وتجمعات النازحين وخيامهم على رؤوس ساكنيها دون إنذار مسبق وارتكاب جرائم قتل جماعي، وإصدار أوامر تهجير قسري، وتنفيذ عمليات تدمير واسعة للمنازل والمباني والبنى التحتية، مع تعاظم معاناة مئات آلاف النازحين والنازحات، في إمعان على ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في غزة.
وضمن سياق أوسع من الجرائم، تمكن باحثونا من توثيق عدد من الجرائم والانتهاكات الخطيرة خلال المدة من 1– 4 أغسطس/آب الجاري، على النحو الآتي:
الخميس، 1 أغسطس/آب 2024
في حوالي الساعة 1:00 فجرًا، قصفت طائرات الاحتلال منزلا لعائلة سعد شمال مخيم النصيرات في المحافظة الوسطى، على رؤوس سكانه دون إنذار مسبق. أسفر ذلك عن استشهاد ثلاثة منهم وإصابة 6 آخرين بجروح.
في حوالي الساعة 9:00 صباحًا قصفت قوات الاحتلال مجموعة من السكان في محيط دوار الكويت بحي الزيتون جنوب مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد اثنين منهم.
في حوالي الساعة 11:20 صباحًا، قصفت طائرات الاحتلال تجمعًا للسكان، في شارع العشرين شرق مخيم النصيرات، ما أدى إلى استشهاد 5 منهم.
في حوالي الساعة 1:00 عصراً، قصفت طائرة مسيرة إسرائيلية مجموعة من السكان قرب بئر مياه "كندا" في حي كندا/ تل السلطان غرب مدينة رفح، ما أدى إلى استشهاد 3 منهم.
في حوالي الساعة 4:25 مساءً، قصفت طائرات الاحتلال مجموعة من السكان في بلوك 1 في مخيم النصيرات في المحافظة الوسطى. أسفر ذلك عن استشهاد 4 منهم، بينهم سيدة وطفل، وإصابة 11 آخرين بجروح، نقلوا إلى مستشفى العودة ومستشفى شهداء الأقصى في المحافظة الوسطى.
في حوالي الساعة 5:50 مساءً، قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي منزلا لعائلة الاغا في السطر الغربي شمال خانيونس، مما أدى إلى استشهاد المسنة راجحة يحيى الأغا (69 عاما)، وإصابة زوجها المسن مزيد حمدي الأغا (70 عاما) بجروح.
في حوالي الساعة 6:00 مساء قصفت طائرة مسيرة إسرائيلية شقة سكنية لعائلة وافي في منطقة معن جنوب خانيونس، مما أدى إلى تدمير الشقة وإصابة عدد من المارة.
في حوالي الساعة 7:30 مساءً، قصفت طائرات الاحتلال منزلا لعائلة نوفل بشارع المحكمة بمخيم النصيرات، في المحافظة الوسطى، مما أدى لاستشهاد اثنين من السكان.
خلال اليوم نفسه، انُتشل جثماني اثنين من السكان، منهما طفلة من تحت أنقاض منزل عائلة أبو حميدة في حي مصبح شمال مدينة رفح ونقلا إلى مجمع ناصر الطبي في مدينة خانيونس بعدما قصفت طائرات الاحتلال المنزل قبل أسبوع، ولا يزال البحث مستمر عن مفقودين تحت أنقاض المنزل. كما انتُشل جثمان طفل شهيد من حي الفرقان/ تل السلطان غرب مدينة رفح، ونُقل إلى مجمع ناصر الطبي.
الجمعة، 2 أغسطس/آب 2024
في حوالي الساعة 3:40 فجراً، قصفت طائرات الاحتلال شقة سكنية لعائلة السوافيري في حي الزيتون، على رؤوس ساكنيه دون إنذار مسبق. أسفر ذلك عن استشهاد ناجي السوافيري (45 عاما)، وطفلته مريم (5 أعوام)، وابنه عمر (20 عاما)، وإصابة زوجته واثنين من أبنائهما.
في حوالي الساعة 9:45 صباحًا، قصفت طائرات الاحتلال منزلا لعائلة بربخ في محيط دوار أبو حميد في خانيونس، ما أدى إلى استشهاد أب وطفليه وامرأة من الجيران.
في حوالي الساعة 6:00 مساءً، أطلقت طائرات الاحتلال صاروخاً تجاه مجموعة من السكان متواجدة في محيط مقر بلدية في بني سهيلا شرق خانيونس. أسفر ذلك عن استشهاد أحد السكان ويدعى سليمان سالم النجار وإصابة 5 آخرين.
في حوالي الساعة 8:30 مساءً، قصفت طائرات الاحتلال منزلا لعائلة أبو حصيرة في منطقة الصبرة في مدينة غزة، دون إنذار مسبق. أسفر ذلك عن استشهاد 5 من سكانه، بينهم 3 اطفال وامرأة، إضافة إلى إصابة 4 آخرين بجروح.
في حوالي الساعة 11:00 ليلاً، قصفت طائرات الاحتلال منزلا لعائلة أبو النجا قرب مفترق مصبح جنوب مدينة خانيونس فوق رؤوس ساكنيه من النازحات والنازحين من مدينة رفح دون سابق إنذار. أسفر القصف عن استشهاد 7 من سكانه جلهم من عائلة واحدة، من بينهم 5 نساء وطفلة، بينهم سيدة وثلاثة من بناتها وقد تحولت أجسادهم إلى أشلاء.
خلال اليوم نفسه، انُتشل جثمانا الشهيدين بسام سلمان سالم الحمايدة، 46 عاماً، وابن شقيقه الطفل إياد محمد سلمان الحمايدة، 14 عاماً، قرب مستشفى الكويت التخصصي في مخيم الشابورة في مدينة رفح، وقتلتهما قوات الاحتلال في قصف سابق.
السبت، 3 أغسطس/آب 2024
في حوالي الساعة 4:42 مساءً، قصفت طائرات الاحتلال بعدة صواريخ، مدرسة حمامة ومدرسة الهدى في حي الشيخ رضوان، في مدينة غزة، وهما عبارة عن مراكز إيواء لآلاف النازحين، ويقعان في منطقة مكتظة وبالقرب من سوق مركزي، وقد أُزيل السور بينهما جراء قصف سابق. وبعد عدة دقائق اتصلت قوات الاحتلال بنازحين في مدرسة الرافدين المجاورة والتي تستخدم أيضاً كمركز إيواء للنازحين وطلبت إخلاءها، قبل أن تعاود كما يظهر مقطع فيديو قصف تجمع المدارس في المنطقة بعدة صواريخ، بالتزامن مع محاولات النزوح ووصول صحفيين للتغطية الصحفية. أسفر القصف عن استشهاد 16 فلسطينياً، وإصابة 60 بجروح.
في حوالي الساعة 5:50 قصفت طائرات الاحتلال منزلا لعائلة أبو مصطفى في منطقة قاع القرين جنوب شرقي خانيونس، ما أدى إلى استشهاد سيدة وإصابة آخرين.
وفي ظهر اليوم نفسه، انتشلت طواقم الدفاع المدني في خانيونس جثماني شهيدين قتلا في قصف إسرائيلي سابق بالقرب من شاليه الأمير ببلدة القرارة شرق خان يونس.
الأحد، 4 أغسطس/آب 2024
في حوالي الساعة 1:05 فجراً، قصفت طائرات الاحتلال غرفة ماتور مياه في منطقة الحساينة غرب النصيرات في المحافظة الوسطى، ما أدى إلى تدميرها وإصابة أحد السكان.
في حوالي الساعة 2:00 فجراً، قصفت طائرات الاحتلال خيمة للنازحين في ساحة مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، في المحافظة الوسطى، ما أدى إلى استشهاد 4 فلسطينيين، بينهم سيدة، وإصابة 18 آخرين بجروح. كما أدت عملية القصف لإحراق عدد من الخيام المجاورة للخيمة المستهدفة.
في حوالي الساعة 2:45 فجراً، قصفت طائرات الاحتلال منزلا لعائلة الحسنات في دير البلح، في المحافظة الوسطى، ما أدى إلى استشهاد ثلاثة من سكانه، هم الزوج والزوجة وطفلتهما.
في حوالي الساعة 3:00 فجرًا، قصفت طائرات الاحتلال منزلا لعائلة العامودي في منطقة الفاخورة في مخيم جباليا شمال غزة، على رؤوس ساكنيه دون إنذار مسبق. أسفر ذلك عن استشهاد 8 منهم، بينهم امرأتان و4 أطفال. والشهداء هم: أم واثنين من أبنائها، أحدهم استشهدت معه زوجته وثلاثة من أطفالهما، إلى جانب حفيد آخر لها. كما أصيب آخرون بجروح.
في حوالي الساعة 10:15 صباحًا، قصفت طائرة مسيّرة للاحتلال مجموعة من السكان في حي الشجاعية شرق غزة، ما أدى إلى استشهاد اثنين منهم وإصابة آخرين بجروح.
في حوالي الساعة 3:20 مساءً، بدأت قوات الاحتلال توجيه رسائل إلى العديد من السكان تشمل أوامر تهجير جديدة للسكان والنازحين في أحياء جورة اللوت، المنارة، معن، قيزان النجار، قيزان أبو رشوان، السلام، الحشاش، وطالبتهم بـ "الإخلاء فوراً إلى المنطقة الإنسانية المعدلة".
في حوالي الساعة 3:20 مساءً، قصفت طائرة مسيرة للاحتلال تجمعاً للسكان في محيط مفترق دولة بحي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد اثنين منهم، نقلا إلى المستشفى الأهلي (المعمداني).
وفي حوالي الساعة 3:40 مساءً، قصفت طائرات الاحتلال مدرستي حسن سلامة والنصر النموذجية في حي الشيخ رضوان في مدينة غزة، اللتان تأويان مئات النازحين، ما أدى إلى استشهاد 30 منهم وإصابة عشرات آخرين، غالبيتهم من الأطفال والنساء، ولا يزال هناك 16 شخصـاً في عداد المفقودين، وفق للدفاع المدني. كما أسفر القصف عن تدمير الجناح الشمالي لمدرسة النصر النموذجية، والذي يتكون من 3 طوابق وتدمير الطابق الأرضي في مدرسة حسن سلامة والذي يحتوي على غرفة الإدارة وصفوف النازحين.
في حوالي الساعة 6:00 مساءً، قصفت طائرات الاحتلال منزلا لعائلة الزريعي في دير البلح، في المحافظة الوسطى، على رؤوس ساكنيه دون إنذار مسبق، ما أدى إلى استشهاد عبد الفتاح الزريعي وكيل وزارة الاقتصاد في غزة، ووالدته.
وحتى وقت إعداد هذا البيان، تواصل قوات الاحتلال قصفها عبر الجو والبر والبحر، على جميع أنحاء قطاع غزة، بما في ذلك المناطق التي أعلنتها مناطق آمنة وإنسانية، ما يُوقع مزيداً من الضحايا ويتسبب بتدمير المباني والبنى التحتية، مع استمرار معاناة مئات آلاف النازحين والنازحات وتفشي المجاعة في شمال القطاع.
تجدد مؤسساتنا، المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، ومركز الميزان، ومؤسسة الحق، تأكيدها أن استمرار إسرائيل في عدوانها وتجاهلها المطالبات بوقف جريمة الإبادة الجماعية في غزة، هو نتيجة الحصانة التي توفرها بعض دول العالم الغربي، والتي سمحت بتكريس سياسة الإفلات من العقاب، فضلاً عن التواطؤ في الانتهاكات الخطيرة بحق الشعب الفلسطيني من خلال تزويدها قوات الاحتلال بالسلاح والذخائر إلى جانب الدعم السياسي.
وتؤكد مؤسساتنا أن هذا الصمت الدولي الرسمي واستمرار تزويد دولة الاحتلال بالسلاح لاستخدامه في قتل وسحق الفلسطينيين/ات وتدمير كل مقومات الحياة هو تواطؤ مع الجرائم الخطيرة المرتكبة بحق شعبنا. وبناءً عليه، نطالب الدول الأطراف الثالثة بالالتزام بمسؤوليتها القانونية ووضع حد لحصانة دولة الاحتلال وذلك من خلال وقف تزويد إسرائيل بالسلاح والذخيرة، ومحاسبة مسؤوليها عن ارتكاب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وجريمة الابادة الجماعية.
وندعو المجتمع الدولي إلى التحرك الجاد لإجبار دولة الاحتلال على وقف جريمة الإبادة الجماعية، وفرض وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإلزامها بالامتثال لقرارات محكمة العدل الدولية التي فرضت تدابير مؤقتة لمنع ووقف ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية. وندعو المحكمة الجنائية الدولية للإسراع في تحقيقاتها وإصدار مذكرات اعتقال بحق مرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والجريمة الأخطر، جريمة الإبادة الجماعية.