القائمة الرئيسية
EN
الاحتلال يواصل جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة
04، يوليو 2024

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي هجومها العسكري الواسع على قطاع غزة، بما في ذلك سياسة قصف المنازل على رؤوس ساكنيها دون إنذار مسبق وقتل من فيها، وقصف التجمعات، ومقومات الحياة، في إمعان على ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة، مع استمرار غياب الإرادة الدولية الرسمية لوقف هذه الإبادة المستمرة منذ 271 يومًا.

تمكن باحثونا من توثيق عدد من الجرائم والانتهاكات الخطيرة خلال المدة من 1 - 3 يوليو/تموز الجاري، على النحو الآتي:

الأربعاء 3 يوليو/تموز 2024

في حوالي الساعة 2:00 فجرًا، قصفت طائرات الاحتلال منزلا لعائلة الكرد في مشروع بيت لاهيا شمال غزة، ما أدى إلى إصابة اثنين من سكانه، توفي أحدهما متأثرًا بجراحه لاحقا.

في حوالي الساعة 10:00 صباحًا، قصفت مدفعية الاحتلال تجمعا للسكان خلال محاولتهم العودة مشيا على الأقدام وعلى درجات هوائية إلى منازلهم في حي الشجاعية بالقرب من عيادة صبحة شرق مدينة غزة. أسفر القصف عن 4 شهداء وإصابة 17 آخرين بجروح. وأظهر مقطع فيديو جثامين الشهداء والمصابين في الشوارع وسط الدمار الكبير في المنطقة.

في حوالي الساعة 10:20 صباحاً، قصفت طائرات الاحتلال شقة سكنية في عمارة الوادية لعائلة حسب الله في مخيم النصيرات، في المحافظة الوسطى. أسفر ذلك عن استشهاد 4 من السكان، هم سيدتان وطفلان.

في حوالي الساعة 5:20 مساء قصفت طائرات الاحتلال بناية لعائلة بنات في منطقة السامر وسط مدينة غزة. أسفر القصف عن استشهاد اثنين من السكان وإصابة آخرين بجروح.

كما قصفت طائرات الاحتلال شقة سكنية لعائلة الزرد بالقرب من مفترق الشعبية بحي الدرج في مدينة غزة. أسفر ذلك عن استشهاد اثنين من سكانه وإصابة 7 آخرين بجروح.

وفي حوالي الساعة 9:30 مساءً، قصفت طائرات الاحتلال بناية سكنية من 6 طوابق لعائلة "سعد" في شارع النفق بحي الدرج، في مدينة غزة. أسفر ذك عن استشهاد 4 من سكانه وإصابة 8 آخرين.

وفي حوالي الساعة 11:00 ليلاً، قصفت طائرات الاحتلال منزلا لعائلة "زينو" في حي الدرج وسط مدينة غزة. أسفر ذلك عن استشهاد اثنين من سكانه وإصابة 18 آخرين بجروح.

الثلاثاء 2 يوليو/تموز 2024

في حوالي الساعة 11:00 صباحًا، قصفت قوات الاحتلال بعدة قذائف تجمعا للسكان خلال محاولتهم تعبئة المياه بجوار مسجد الشمعة في حي الزيتون جنوب مدينة غزة، ما أدى إلى سقوط 10 شهداء، بينهم طفل وشخص من ذوي الإعاقة، وإصابة أكثر من 20 آخرين بجروح. وتوجد بالمنطقة المستهدفة بسطات لبعض المأكولات، ويتجمع فيها السكان لتعبئة المياه وشراء احتياجاتهم الأساسية.

في حوالي الساعة 3:30 مساءً، قصفت طائرات الاحتلال منزل أحمد سعدي محمد سليم، المكون من طابقين، في شارع أبو عريف في دير البلح بالمحافظة الوسطى، على رؤوس ساكنيه، الذي كان من بينهم نازحين. أسفر القصف عن استشهاد 12 من سكان المنزل والنازحين فيه، من ضمنهم 5 أطفال و3 نساء. وكان من بين الشهداء الدكتور حسن حمدان، استشاري ورئيس قسم الحروق والتجميل في مجمع ناصر الطبي، وزوجته واثنين من أبنائه.

في حوالي الساعة 11:20 ليلاً، قصفت طائرات الاحتلال منزلًا سكنيًّا لعائلة مقاط في منطقة الزرقاء شمال مدينة غزة، على رؤوس ساكنيه، ما أدى إلى استشهاد 4 منهم وإصابة 10 آخرين بجروح. واستمرت طواقم الدفاع المدني في البحث عن ضحايا وانتشلت وأجلت عددا منهم، بينهم نساء، من تحت الأنقاض.

الاثنين 1 يوليو/تموز 2024

أصدرت قوات الاحتلال صباح يوم الاثنين 1 يوليو/تموز 2024، أوامر تهجير جديدة استهدفت كل السكان والنازحين المتواجدين شرق خانيونس وجنوبها، تحديدا في مناطق القرارة، وبني سهيلا، وأحياء معن، وقيزان النجار، وقاع القرين، وجورت اللوت، والمنارة والسلام، وعبسان الجديدة، وعبسان الكبيرة وخزاعة، والفخاري والمناطق الاقليمية، وبلدية الشوكة وبلدية النصر.

وتضم المنطقة المستهدفة بأوامر التهجير، مستشفى غزة الأوروبي، الذي أُخلي بالفعل من المرضى والطواقم الطبية، وخرج من الخدمة، لينضم إلى 34 مستشفى أُخرجت عن الخدمة في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين أول، وعاد بعضها للعمل جزئيا لاحقا. كما بدأ فعلا نزوح عشرات الآلاف من المناطق التي شملتها أوامر التهجير دون توفر أماكن لهم. ووفق تقديرات الأونروا فإن نحو 250 ألف شخص مهددون بالنزوح من المنطقة بفعل أوامر التهجير وهم ممن عادوا قبل أسابيع إثر الهجوم العسكري الإسرائيلي على رفح.

ووفق مشاهدات باحثينا، اضطر عشرات الآلاف للمبيت في الشوارع وفي ساحة مستشفى ناصر غرب خان يونس، فيما تكاد تنعدم فرص الحصول على مساحات فارغة لنصب خيام جديدة في منطقة المواصي التي يتكدس بها مئات آلاف النازحين، وتتكدس فيها أطنان كبيرة من النفايات مع تعذر ترحيلها للمكبات الواقعة شرق المدينة.

في حوالي الساعة 11:25 ليلاً، قصفت طائرات الاحتلال منزلًا لعائلة بربخ في حي الضابطة الجمركية شرق خانيونس، ما أدى على سقوط ثلاثة شهداء.

وحتى وقت إعداد هذا البيان، تواصل قوات الاحتلال قصفها الجوي والبري والبحري على جميع أنحاء قطاع غزة، ما يُوقع مزيداً من الضحايا ويتسبب بتدمير المباني والبنى التحتية، وتشهد رفح وحي الشجاعية وجنوب مدينة غزة على وجه الخصوص تكثيف قوات الاحتلال نسف المنازل ومحو أحياء كاملة، مع استمرار معاناة مئات آلاف النازحين والنازحات جراء انعدام مقومات الحياة والتوقف شبه التام لإدخال المساعدات وانهيار النظام الصحي. وتشتد وتيرة المجاعة في شمال قطاع غزة، حيث يعاني عشرات الآلاف من السكان والنازحين من الجوع نتيجة عدم توزيع أي مساعدات وعدم توفر أي بضائع وكذلك عدم وجود مياه صحية.

وترى مؤسساتنا، المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، ومركز الميزان، ومؤسسة الحق، أن استمرار إسرائيل في عدوانها وتجاهلها المطالبات بوقف الإبادة الجماعية في غزة، هو نتيجة لاستمرار سياسة الإفلات من العقاب ونتيجة الحصانة التي توفرها بعض دول العالم الغربي المتواطئة في الانتهاكات الخطيرة بحق الشعب الفلسطيني من خلال تزويدها قوات الاحتلال بالسلاح والذخائر إلى جانب الدعم السياسي.

نجدد دعوتنا للمجتمع الدولي لإجبار إسرائيل على وقف جريمة الإبادة الجماعية، وفرض وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإلزامها بالامتثال لقرارات محكمة العدل الدولية التي فرضت تدابير مؤقتة لمنع ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية.

وندعو المحكمة الجنائية الدولية للإسراع في تحقيقاتها وإصدار مذكرات اعتقال بحق الضالعين في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والجريمة الأخطر جريمة الإبادة الجماعية.

 كما نطالب الدول الأطراف الثالثة بالالتزام بمسؤوليتها القانونية لوضع حد لحصانة دولة الاحتلال وذلك من خلال وقف تزويد إسرائيل بالسلاح والذخيرة، ومحاسبة مرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وجريمة الإبادة الجماعية.