واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي هجومها العسكري الواسع على قطاع غزة، بما في ذلك سياسة قصف المنازل على رؤوس ساكنيها دون إنذار مسبق وقتل من فيها، في إمعان على ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة، وهذا في ظل غياب الإرادة الدولية الرسمية لوقف هذه الإبادة المستمرة منذ 269 يومًا.
وتواصل قوات الاحتلال هجومها البري على حي الشجاعية في غزة منذ صباح 27 يونيو/حزيران الماضي، وسط قصف عنيف، ومعلومات عن وجود شهداء وجرحى وعائلات محاصرين لا يستطيعون مغادرة المنطقة، في وقت يشهد الحي عمليات تدمير واسعة.
وضمن مجموعة واسعة من الجرائم، تمكن باحثونا من توثيق عدد منها خلال المدة من 27 يونيو/حزيران -1 يوليو/تموز الجاري، على النحو الآتي:
الاثنين 1 يوليو/تموز 2024:
وفي حوالي الساعة 9:00 صباحًا، قصفت قوات الاحتلال بعد قذائف منازل السكان والشوارع في بلدة خزاعة شرق خانيونس. أسفر ذلك عن استشهاد مدنيين، أحدهما طفلة من عائلة قديح، إلى جانب إصابة آخرين بجروح منهم سيدة حالتها خطيرة.
وفي حوالي الساعة 12:20 ظهرًا، قصفت طائرات الاحتلال منزلا لعائلة قديح في خزاعة شرق خانيونس، ما أدى إلى استشهاد سيدة من سكانه وإصابة آخرين بجروح، وسط أنباء عن وجود شقيقتين تحت الركام.
في حوالي الساعة 1:30 مساءً، قصفت طائرة مسيرة للاحتلال، سيارة في بني سهيلا، شرق خانيونس. أسفر ذلك عن استشهاد طفلة وإصابة آخرين بجروح.
كما وصلت تسجيلات صوتية من قوات الاحتلال للسكان والنازحين في بلدات وأحياء شرق خانيونس وجنوبها، تأمر تهجيرهم قسرًا.
الأحد 30 يونيو/حزيران 2024:
في حوالي الساعة 6:00 مساء قصفت طائرات الاحتلال شقة سكنية لعائلة راجح في حي الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد ثلاثة من سكانه.
ومساء اليوم نفسه، قصفت طائرات الاحتلال تجمعًا للسكان قرب مسجد الإيمان في حي الصبرة جنوب غزة، ما أدى إلى ثلاثة شهداء منهم أب يعمل في الدفاع المدني ونجله.
وفي اليوم نفسه، قصفت طائرة مسيرة إسرائيلية مجموعة من السكان قرب شركة المطاحن العربية الكبري في حي التنور في مدينة رفح ما أدى إلى استشهاد أحدهم.
السبت 29 يونيو/حزيران 2024:
في حوالي الساعة 01:30 فجرًا، قصفت طائرات الاحتلال منزلا لعائلة زعرب في حي الزهور في مدينة رفح فوق رؤوس ساكنيه ما أدى إلى استشهاد 6 من سكانه، أحدهم استشهد مع 4 من أبنائه منهم 3 أطفال، ولا يزال هناك مفقودين تحت أنقاض المنزل.
وصباح اليوم، قصفت طائرات الاحتلال تجمعًا للسكان وسيارة مدنية في حي الصبرة جنوب مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد سبعة منهم وإصابة آخرين بجروح.
وفي حوالي الساعة 2:00 مساء، قصفت طائرة مسيرة إسرائيلية مجموعة من السكان في شارع المحررات شمال غرب مدينة رفح ما أدى إلى استشهاد 3 منهم.
وفي حوالي الساعة 3:00 مساءً، أصيب الصحفي "محمد أبو شريعة" مسؤول قسم التحرير في وكالة "شمس نيوز الإخبارية" بجروح خطيرة للغاية، جراء قصف من طائرات الاحتلال على حي الصبرة غرب مدينة غزة، وأعلن عن وفاته متأثرًا بإصابته صباح الاثنين 1 يوليو/تموز الجاري.
وفي حوالي الساعة 8:50 مساء، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إخلاء مقرها الإداري المؤقت في مواصي خانيونس بالكامل بسبب سقوط الشظايا على مبنى المقر والقصف والاستهداف المباشرين، الأمر الذي شكّل خطرا على حياة الطواقم العاملة داخل المقر.
الجمعة 28 يونيو/حزيران 2024:
خلال هذا اليوم، قصفت طائرات الاحتلال منزلا لعائلة ابو خضرة، بمنطقة اليرموك في مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد طفلين وإصابة 5 من السكان بجروح.
كما قصفت طائرة مسيرة إسرائيلية مجموعة من السكان قرب مسجد الاستقامة في حي الجنينة في مدينة رفح ما أدى إلى استشهاد أحدهم.
الخميس 27 يونيو/حزيران 2024:
في حوالي الساعة 4:00 مساء قصفت طائرات الاحتلال منزلا لعائلة حميد في حي الدرج شرق مدينة غزة، ما أدى إلى عدد من الشهداء والجرحى.
كما قصفت طائرات الاحتلال شقة سكنية في حي التفاح شرق مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد أحد سكانه وإصابة آخرين بجروح منهم 4 أطفال.
وفي حوالي الساعة 6:00 مساءً، قصفت طائرات الاحتلال منزلاً سكنيا لعائلة صيام في محيط شارع كشكو بحي الزيتون شرق غزة، ما أدى إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى.
وفي حوالي الساعة 7:00 مساءً، قصفت طائرات الاحتلال منزلاً سكنيا لعائلة الحداد في حي الصبرة بمدينة غزة، ما أدى إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى بعضهم لا يزالون تحت الأنقاض.
وفي حوالي الساعة 7:20 مساءً، تقدمت قوات الاحتلال تحت غطاء قصف من الدبابات في شارع المحررات شمال شرق المواصي غرب مدينة رفح. أسفر القصف عن استشهاد 7 من السكان وإصابة أكثر من 50 آخرين مختلفة. كما تسبب القصف في حرق خيام النازحين ونزوح الآلاف منهم من مواصي رفح وخانيونس المتجاورتين دون أن يتمكنوا من حمل أمتعتهم وتركوها خلفهم. ودمرت قوات الاحتلال مساحات واسعة من الأراضي والدفيئات الزراعية في المنطقة. وحاول السكان خلال يومي الجمعة والسبت الرجوع إلى خيامهم ونقلها من المكان فتعرض عدد منهم للقصف وإطلاق النار من قوات الاحتلال، وتمكنت طواقم الإسعاف والدفاع المدني من انتشال 13 شهيدا صباح السبت بعد تراجع قوات الاحتلال من المنطقة وتبين قيام دبابات الاحتلال بدهس 3 شهداء على الأقل من عائلة جحيش.
في حوالي الساعة 7:30 مساءً، قصفت قوات الاحتلال بالقذائف بلدة الشوكة شرق مدينة رفح، ما أدى إلى استشهاد اثنين من السكان، أحدهما طفل، وإصابة 4 آخرين بجراح مختلفة.
وفي حوالي الساعة 9:00 مساءً، قصفت قوات الاحتلال بعدة قذائف مدفعية منازل في منطقة ساحة الشوا شرق مدينة غزة، ما أدى إلى استشهد مدني من عائلة الشوا في منزله.
وأسفر الهجوم العسكري لقوات الاحتلال على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين أول الماضي حتى ظهر 1 يوليو/تموز 2024، وفق وزارة الصحة الفلسطينية، عن استشهاد 37,900 شهيد/ة، و87,060 إصابة.
وحتى وقت إعداد هذا البيان، تواصل قوات الاحتلال قصفها الجوي والبري والبحري على جميع أنحاء قطاع غزة، ما يُوقع مزيداً من الضحايا ويتسبب بتدمير المباني والبنى التحتية، وتشهد رفح على وجه الخصوص تكثيف قوات الاحتلال نسف المنازل ومحو أحياء كاملة، مع استمرار معاناة مئات آلاف النازحين والنازحات جراء انعدام مقومات الحياة والتوقف شبه التام لإدخال المساعدات وانهيار النظام الصحي. وتشتد وتيرة المجاعة في شمال قطاع غزة، حيث يعاني عشرات الآلاف من السكان والنازحين من الجوع نتيجة عدم توزيع أي مساعدات وعدم توفر أي بضائع وكذلك عدم وجود مياه صحية.
وترى مؤسساتنا، المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، ومركز الميزان، ومؤسسة الحق، أن استمرار إسرائيل في عدوانها وتجاهلها المطالبات بوقف الإبادة الجماعية في غزة، هو نتيجة لاستمرار سياسة الإفلات من العقاب ونتيجة الحصانة التي توفرها بعض دول العالم الغربي المتواطئة في الانتهاكات الخطيرة بحق الشعب الفلسطيني من خلال تزويدها قوات الاحتلال بالسلاح والذخائر إلى جانب الدعم السياسي.
نجدد دعوتنا للمجتمع الدولي لإجبار إسرائيل على وقف جريمة الإبادة الجماعية، وفرض وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإلزامها بالامتثال لقرارات محكمة العدل الدولية التي فرضت تدابير مؤقتة لمنع ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية.
وندعو المحكمة الجنائية الدولية للإسراع في تحقيقاتها وإصدار مذكرات اعتقال بحق الضالعين في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والجريمة الأخطر جريمة الإبادة الجماعية.
كما نطالب الدول الأطراف الثالثة بالالتزام بمسؤوليتها القانونية لوضع حد لحصانة دولة الاحتلال وذلك من خلال وقف تزويد إسرائيل بالسلاح والذخيرة، ومحاسبة مرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وجريمة الإبادة الجماعية.