كثفت قوات الاحتلال الإسرائيلي سياسة قصف المنازل وخيام النازحين على رؤوس ساكنيها دون إنذار مسبق وقتل من فيها، مع مواصلة هجومها العسكري الواسع على قطاع غزة، في إصرار على ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة، وهذا في ظل غياب الإرادة الدولية الرسمية لوقف هذه الإبادة المستمرة منذ 261 يومًا.
وركزت قوات الاحتلال في غاراتها خلال اليومين الماضيين على منازل سكنية في أرجاء متفرقة من مدينة غزة، مع استمرار استهداف النازحين في المواصي غرب رفح التي لا تزال تشهد هجومًا بريًّا تكثف خلاله تدمير المنازل والمنشآت ونسف المربعات السكنية وتغيير جغرافية المنطقة بالكامل، في وقت تشتد فيه وتيرة المجاعة شمال غزة.
وضمن مجموعة واسعة من الجرائم، تمكن باحثونا من توثيق عدد منها خلال المدة من 20-23 يونيو/حزيران الجاري، على النحو الآتي:
بعد منتصف ليل الأحد 23 يونيو/حزيران، قصفت طائرات الاحتلال منزلا لعائلة طبازة في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد طفلين.
كما قصفت طائرات الاحتلال شقة سكنية في بناية لعائلة جعرور محيط مفترق ضبيط وسط مدينة غزة، ما أدى استشهاد ثلاثة من سكانه وإصابة آخرين بجروح.
وفي حوالي الساعة 21:30 مساء السبت 22 يونيو/حزيران الجاري، قصفت طائرات الاحتلال منزلا لعائلة أهل في حي الدرج شرق مدينة غزة على رؤوس ساكنيه. أسفر ذلك عن استشهاد ثلاثة من سكانه هم امرأة وطفلان وإصابة آخرين بجروح.
وفي حوالي الساعة 14:00 مساءً، قصفت طائرات الاحتلال الاسرائيلي شقة سكنية لعائلة النمرة في ساحة ميدان فلسطين وسط مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد طفلة وإصابة سبعة من السكان بجروح.
وفي حوالي الساعة 13:30 مساءً، قصفت طائرات الاحتلال بناية سكنية لعائلة شابط في حي التفاح شرق مدينة غزة، ما أدى إلى تدميرها وتدمير منازل مجاورة على رؤوس ساكنيها. وأفاد الدفاع المدني في غزة أن طواقمه انتشلت 19 شهيدًا وأجلت أكثر من 35 إصابة عدد منهم حالتهم حرجة من المنزل المستهدف، ويجري الحديث عن مفقودين آخرين.
وفي حوالي الساعة 13:00 مساءً، قصفت طائرات الاحتلال عدة مباني لعائلة مهنا وعودة والقيشاوي وحسونة في مخيم الشاطئ، غرب مدينة غزة، ما أدى إلى تدميرها على رؤوس ساكنيها دون إنذار مسبق. أسفر القصف عن استشهاد 25 من سكانيها، وإصابة 30 آخرين بجروح. بين الضحايا عدد كبير من الأطفال والنساء.
ومساء اليوم نفسه، قصفت طائرات الاحتلال منزلا لعائلة فنانة في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد 4 من سكانه بينهم طفلان.
وصباح اليوم نفسه، قصفت طائرة مسيّرة للاحتلال بالتزامن مع قصف مدفعي حي الزيتون جنوب مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد 7 من السكان.
وفي حوالي الساعة 15:45 مساء الجمعة 21 يونيو/حزيران 2024، أطلقت الدبابات الإسرائيلية المتمركزة على التلال الرملية المشرفة على منطقة المواصي غرب مدينة رفح عدة قذائف بفارق زمني بسيط تجاه خيام النازحين ما أدى إلى تدميرها واشتعال النيران فيها واستشهاد 25 من سكانيها، وإصابة 45 آخرين بجروح وحروق مختلفة، وبين الضحايا أطفال ونساء.
وحسب متابعة باحثينا، فقد سقطت القذائف التي أطلقتها قوات الاحتلال أولا في شارع شرق منطقة المواصي ودمرت وحرقت عددا من الخيام وقتلت عددا من النازحين والنازحات داخل الخيام. وبعد وقت قصير سقطت قذائف أخرى بجوار شاليه شمس الذي تستخدمه اللجنة الدولية للصليب الأحمر كمقر وسكن لبعثتها والعاملين فيها ويقع على شارع الرشيد الساحلي غرب منطقة المواصي. أسفر ذلك عن تدمير وحرق خيام بعض النازحين واستشهاد عدد منهم داخلها. ووقعت أضرار مادية في مقر وسكن اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وفي حوالي 12:30 ظهر الجمعة 21 يونيو/حزيران 2024، قصفت طائرات الاحتلال بصاروخين منزلا من أربع طوابق، خلف كنيسة دير اللاتين شرق غزة. أسفر القصف عن تدمير الطابقين الرابع والثالث بالكامل واستشهاد 12 من سكانها من عائلتي أبو العطا وبدر، منهم أطفال ونساء.
وفي حوالي 10:40 صباح اليوم نفسه، قصفت طائرات الاحتلال كراج بلدية غزة بجوار ملعب اليرموك في مدينة غزة. أسفر ذلك عن استشهاد خمسة من موظفي البلدية خلال عملهم.
وفي حوالي 8:30 صباح اليوم نفسه، أطلقت طائرات الاحتلال صاروخا تجاه مجموعة من السكان في حي الفخاري جنوب شرقي خانيونس، ما أدى إلى سقوط 3 شهداء منهم أب ونجله من عائلة النجار.
وفي حوالي الساعة 15:00 مساء الخميس 20 يونيو/حزيران الجاري، قصفت طائرة مسيرة إسرائيلية مجموعة من السكان في شارع أبو حلاوة في بلدة الشوكة شرق مدينة رفح ما أدى إلى استشهاد أحدهم.
وحتى وقت إعداد هذا البيان، تواصل قوات الاحتلال قصفها الجوي والبري والبحري على جميع أنحاء قطاع غزة، ما يُوقع مزيداً من الضحايا ويتسبب بتدمير المباني والبنى التحتية، وتشهد رفح على وجه الخصوص تكثيف قوات الاحتلال نسف المنازل ومحو أحياء كاملة، مع استمرار معاناة مئات آلاف النازحين والنازحات جراء انعدام مقومات الحياة والتوقف شبه التام لإدخال المساعدات وانهيار النظام الصحي، وبشكل خاص تشتد وتيرة المجاعة في شمال قطاع غزة، حيث يعاني عشرات الآلاف من السكان والنازحين من عدم توزيع أي مساعدات ومن عدم توفر أي بضائع وكذلك عدم وجود مياه صحية.
وترى مؤسساتنا، المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، مركز الميزان، ومؤسسة الحق، أن استمرار إسرائيل في عدوانها وتجاهلها المطالبات بوقف الإبادة الجماعية في غزة، هو نتيجة لاستمرار سياسة الإفلات من العقاب ونتيجة الحصانة التي توفرها بعض دول العالم الغربي المتواطئة في الانتهاكات الخطيرة بحق الشعب الفلسطيني من خلال تزويدها قوات الاحتلال بالسلاح والذخائر إلى جانب الدعم السياسي.
نجدد دعوتنا للمجتمع الدولي لإجبار إسرائيل على وقف جريمة الإبادة الجماعية، وفرض وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإلزامها بالامتثال لقرارات محكمة العدل الدولية التي فرضت تدابير مؤقتة لمنع ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية.
وندعو المحكمة الجنائية الدولية للإسراع في تحقيقاتها وإصدار مذكرات اعتقال بحق المتورطين في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والجريمة الأخطر جريمة الإبادة الجماعية.
كما نطالب الدول الأطراف الثالثة بالالتزام بمسؤوليتها القانونية لوضع حد لحصانة دولة الاحتلال وذلك من خلال وقف تزويد إسرائيل بالسلاح والذخيرة، ومحاسبة مرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وجريمة الإبادة الجماعية.