القائمة الرئيسية
EN
إسرائيل تتحدى العدالة الدولية باستمرار هجومها على رفح واستمرار القتل الجماعي وقصف مراكز الإيواء
25، مايو 2024

تدين مؤسسات حقوق الإنسان الفلسطينية بأشد العبارات استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وقصف مراكز الإيواء، وارتكاب جرائم قتل جماعي ضد المدنيين والمدنيات، بما في ذلك استمرار الهجوم العسكري على رفح جنوب القطاع، ورفض الامتثال للقرار الصادر عن محكمة العدل الدولية بوقفه.

ويمثل التصعيد الإسرائيلي في القصف وقتل المدنيين والمدنيات، ورفض وقف الهجوم العسكري في رفح تحديًّا لقرار أعلى هيئة قضائية في العالم، ما يوجب تدخلا فوريا من المجتمع الدولي يتجاوز التعبير عن المواقف وأخذ إجراءات حازمة لضمان امتثال إسرائيل -القوة القائمة بالاحتلال- لقواعد القانون الدولي الإنساني.

وضمن مجموعة أكبر من جرائم الاحتلال ضد سكان شمال غزة رصدت طواقمنا الجرائم التالية:

في حوالي الساعة 12:00 ظهر اليوم السبت 25 مايو/أيار الجاري، أطلقت طائرات الاحتلال بدون طيار صاروخًا تجاه مدرسة النزلة في جباليا النزلة شمال قطاع غزة، التي لجأ إليها مئات النازحين الفارين من القصف والهجوم الإسرائيلي المتواصل على شمال غزة منذ 15 يومًا، ترافق ذلك مع إطلاق قوات الاحتلال ثلاث قذائف مدفعية تجاه المدرسة التي تقع في منطقة لم تتوغل فيها قوات الاحتلال ضمن توغلها في جباليا ومعسكرها، حيث تتمركز الآليات على بعد أكثر من 500 متر عنها. تزامن القصف مع فعالية ترفيه ودعم نفسي للأطفال في ساحة المدرسة، حيث كان يشارك نحو 100 طفل في فعاليات هذا اليوم من أصل نحو 600 نازح/ة داخل المدرسة. أسفر القصف عن استشهاد 20 نازحًا، غالبيتهم من الأطفال، إلى جانب إصابة 50 آخرين بجروح. نقل 7 من الضحايا وعدد من المصابين إلى المستشفى الأهلي (المعمداني) في مدينة غزة، لتلقي العلاج وسط إمكانيات ضعيفة ونقص في الأدوية والمستلزمات الطبية. واضطر الأهالي لدفن باقي الضحايا في المنطقة.

وأفادت السيدة عبير محمد عبد الكريم درج، من سكان بيت حانون، لباحثينا بما يلي:

"نزحت أنا وعائلتي من بيت حانون إلى مدرسة النزلة في منطقة جباليا النزلة بسبب العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة على منطقة شمال قطاع غزة، وكان يوجد في المدرسة مئات النازحين من مختلف مناطق شمال غزة. كنا نعتقد أن وجودنا في المدرسة يحمينا من قصف قوات الاحتلال... أطلقت مدفعية دبابات الاحتلال 3 قذائف مدفعية تجاه ساحة المدرسة التي كان يتواجد بها عشرات الأطفال يشاركون في فعالية ترفيهية. أسفر القصف عن استشهاد وإصابة عدد كبير من الأطفال والنساء والنازحين، وأصبحت ساحة المدرسة عبارة عن بركة من الدماء والأجساد المقطعة. أُصبت أنا بشظايا مختلفة وأُصيبت جنات اسماعيل محمد درج، 11 عاما إصابة حرجة في رأسها، ونحن الآن نتلقى العلاج في مستشفى المعمداني في مدينة غزة وسط نقص في الإمكانيات والأدوية الطبية".

وأفاد باحثنا في شمال قطاع غزة، أن قوات الاحتلال تواصل اجتياح مخيم جباليا منذ مساء 11 مايو/أيار الجاري، وتستهدف بالقوة النارية والقصف العشوائي معظم الأحياء السكنية بما في ذلك تلك التي لم تصلها الآليات الإسرائيلية. ولا يزال هناك الكثير من السكان المدنيين داخل منازلهم وداخل مراكز الإيواء في مدارس الأونروا، ويعانون من القصف العشوائي ونفاد المواد الغذائية.

وأضاف أن هناك معلومات تفيد بأن عددا كبيرا من جثث الشهداء الذين كانوا يحالون الهرب ومغادرة منازلهم ما زالت في الطرقات ولا يستطيع الدفاع المدني والطواقم الطبية الوصول إليها بسبب صعوبة الأوضاع الأمنية.

ولا تزال مستشفيات شمال غزة خارجة عن الخدمة، فقد داهمت قوات الاحتلال مساء الأربعاء 22 مايو/أيار الجاري، مستشفى العودة الكائن في تل الزعتر في مخيم جباليا وأجبرت الطواقم الطبية والمرضى على الخروج منه، فيما بقي داخله 14 موظفًا برفقة 11 مصابًا وسيدتين مرافقتين لأطفال، تعذر مغادرتهم لعدم توفر سيارات إسعاف، والاتصال منقطع بهم.

ولا يزال مستشفى كمال عدوان بين مخيم جباليا ومشروع بيت لاهيا، محاصر من قوات الاحتلال وقناصتها المنتشرة حول البنايات المحيطة بالمستشفى وهو عمليا خرج عن الخدمة.

ووفق متابعة باحثينا، وتعبيرًا عن الرفض الإسرائيلي الرسمي لقرار محكمة العدل الدولية الصادر أمس الجمعة والقاضي بوقف الهجوم العسكري على رفح، كثفت قوات الاحتلال قصفها الجوي والمدفعي على أحياء رفح المختلفة لا سيما وسط المدينة. أسفر القصف عن تدمير عدد من المنازل واستشهاد 11 فلسطينيين، منهم 6 من عائلة قشطة منهم 3 أشقاء وأغلبهم أطفال ونساء، وصلوا حوالي الساعة 22:30 مساء اليوم إلى مستشفى الكويت في رفح جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلهم المأهول دون إنذار مسبق في خربة العدس في رفح. ولا تزال طواقمنا تتابع تفاصيل وظروف استشهاد باقي الضحايا.

تؤكد مؤسساتنا أنها تلقت معلومات عن تدمير واسع نفذته قوات الاحتلال في أحياء رفح التي توغلت فيها بما في ذلك مسح أحياء كاملة، فيما يتعذر توثيق باقي الانتهاكات نتيجة التوغل والقصف الإسرائيلي المكثف على المدينة التي نزح منها قسرًا أكثر من 800 ألف نسمة منذ 6 مايو/أيار الجاري إلى غرب خانيونس ودير البلح.

ولا تزال طواقمنا تتابع معلومات أولية عن عدد من الغارات الإسرائيلية على مخيمي النصيرات والبريج ومدينة غزة، وبيت حانون وبيت لاهيا، خلال الـ 24 ساعة الماضية أسفرت عن عشرات الشهداء والجرحى.

وحتى وقت إعداد هذا البيان، تواصل قوات الاحتلال قصفها الجوي والبري والبحري على جميع أنحاء قطاع غزة، ما يُوقع مزيداً من الضحايا ويتسبب بتدمير المباني والبنى التحتية، مع استمرار معاناة مئات آلاف النازحين والنازحات وشبح المجاعة الذي بدأ يعود خاصة إلى شمال قطاع غزة.

نجدد دعوتنا لإجبار إسرائيل على وقف جريمة الإبادة الجماعية ومن ضمنها التهجير القسري للفلسطينيين والفلسطينيات، وفرض وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإلزامها بالامتثال لقرار محكمة العدل الدولية الأخير، والتدابير السابقة لمنع ارتكاب إبادة جماعية. ونطالب أصدقاء الشعب الفلسطيني بالتحرك للضغط على الاحتلال لفتح المعابر بشكل فوري وضمان إدخال جميع المساعدات وعودة العمل الإنساني وإدخال الاحتياجات المختلفة.