تدين مؤسسات حقوق الإنسان بأشد العبارات استمرار العدوان الإسرائيلي على محافظة شمال غزة، واستهداف مستشفياتها وإخراجها عن العمل، وقصف المزيد من المنازل فوق رؤوس ساكنيها، وارتكاب جرائم قتل جماعي ضد المدنيين والمدنيات، في وقت وسعت فيه قوات الاحتلال من هجومها البري في رفح، واستمرت بتنفيذ غاراتها وقصفها المدفعي في أرجاء متفرقة من القطاع.
وضمن مجموعة أكبر من جرائم الاحتلال ضد سكان شمال غزة رصدت طواقمنا الجرائم التالية:
الأربعاء، 22 مايو/أيار:
قصفت طائرات الاحتلال فجر اليوم منزلاً لعائلة أبو زايدة في منطقة بير النعجة غرب مخيم جباليا، ما أدى إلى استشهاد 8 مدنيين، منهم امرأتان و4 أطفال، وإصابة آخرين بجروح.
الثلاثاء، 21 مايو/أيار:
تقدمت قوات الاحتلال صباح يوم الثلاثاء في منطقة مستشفى كمال عدوان الواقع بين مشروع بيت لاهيا ومخيم جباليا، وحاصرت المستشفى، بعد قصف جوي ومدفعي تجاهه وإطلاق النار من طائرات كواد كابتر تجاه أي شخص يتحرك فيه.
وأفادت مصادر طبية لباحثنا، أنه قد غادر العديد من المرضى والمصابين والطواقم الطبية المستشفى، فيما بقي آخرون داخله وقُطع الاتصال بهم، وعمليا اُخرج المستشفى عن العمل.
يذكر أن دبابات وآليات الاحتلال اقتربت أمس من الجهة الشرقية للمستشفى، واعتلى قناصة الاحتلال أسطح المنازل القريبة من المستشفى وإطلاق نار كثيف باتجاه بوابات المستشفى وكل من يتحرك بالقرب منه.
وصباح اليوم نفسه، حاصرت قوات الاحتلال مستشفى العودة الصحي في شارع تل الزعتر في مخيم جباليا، وسط إطلاق نار كثيف على كل من يتحرك داخل المستشفى بواسطة طائرات كواد كابتر ورشاشات الدبابات، علما أن المستشفى يوجد بداخله عشرات من الكوادر الصحية والمرضى وانقطع التواصل معهم، وخرج المشفى عن الخدمة عمليا.
يذكر أن قوات الاحتلال تقدمت للمنطقة صباح الاثنين 20 مايو/أيار الجاري وبدأت فرض حصار على المستشفى وسط إطلاق نار كثيف في محيطه. وفي اليوم نفسه، قصفت طائرات الاحتلال منزلاً لعائلة الخطيب خلف مقبرة بيت لاهيا، مما أدى إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى.
الاثنين، 20 مايو/أيار:
حوالي الساعة 6:00 مساءً، قصفت طائرات الاحتلال مجموعة من السكان في شارع النزهة في جباليا البلد، كانوا يحاولون الهرب من المنطقة جراء القصف الجوي والمدفعي على المنطقة، ما أسفر عن استشهاد 13 شخصًا وإصابة 11 آخرين بإصابات حرجة.
وقصفت طائرات الاحتلال ظهر يوم الاثنين مربعا سكنيا في منطقة مشروع بيت لاهيا يضم منازل لعائلات: الكحلوت وأبو داير والترامسي، ما أدى إلى تدمير عدد من المنازل واستشهاد وإصابة العديد من المواطنين بعضهم لا يزال تحت الأنقاض ويتعذر انتشالهم.
وفي حوالي الساعة 10:00 صباحًا، نفذت قوات الاحتلال هجوما بريًّا في منطقة أبراج الشيخ زايد، شرق بيت لاهيا، وحاصرت مراكز الإيواء المحيطة بها (مدرسة الكويت وحلب) وأجبرت النازحين على مغادرتها وسط إطلاق نار كثيف من طائرات الكواد كابتر، وهناك معلومات أولية من شهود عن وجود شهداء وإصابات من النازحين على بوابات مراكز الإيواء.
وحتى وقت إعداد هذا البيان، تواصل قوات الاحتلال هجومها البري الذي بدأته على منطقة شمال غزة منذ مساء يوم السبت، 11 مايو/أيار الجاري، ووسعت توغلها ليشمل غالبية أحياء جباليا ومخيمها، وأجزاء من بيت لاهيا وبيت حانون، ولا يزال آلاف المدنيين، ومنهم أطفال ونساء، متواجدين داخل الأحياء التي تتوغل فيها قوات الاحتلال وكذلك داخل الأحياء التي لم تصلها آليات الاحتلال، حيث يقيمون في منازل ومراكز إيواء وسط قصف جوي ومدفعي متواصل ووسط حصار خانق، في وقت خرجت فيه جميع المستشفيات العاملة في المنطقة عن العمل. وتحذر مؤسساتنا من وقوع كارثة إنسانية تضاعف الكارثة الفعلية الموجودة سواء على صعيد التعامل مع الأعداد الكبيرة للضحايا من الشهداء والجرحى الذين لا تزال أعداد منهم في الشوارع ويتعذر انتشالهم، أو على صعيد عودة شبح المجاعة مع عدم توفر أي مساعدات ومواد تموين خاصة داخل وفي محيط المناطق التي تشهد هجوما بريا.
أمّا في باقي محافظات قطاع غزة، فقد استمرت قوات الاحتلال تنفيذ هجومها العسكري، وتم توثيق الأحداث التالية:
في رفح، وسعت قوات الاحتلال فجر اليوم الأربعاء 22 مايو/أيار الجاري، هجومها البري في رفح، بالتقدم غربا مسافة 1.5 كيلو متر على طول الحدود الفلسطينية المصرية تحت غطاء من القصف الجوي والمدفعي، وصولا إلى حدود مخيم يبنا ومنطقة العبد جبر جنوب وسط رفح.
ونتيجة للهجوم العسكري الجاري في شرق رفح، يتعذر الآن الوصول إلى مركز التوزيع التابع للأونروا ومستودع برنامج الأغذية العالمي، وكلاهما في رفح. وقد تم تعليق توزيع المواد الغذائية في رفح حاليا بسبب نقص الإمدادات وانعدام الأمن، وفق ما أعلنته الأونروا.
وفي محافظة الوسطى، قصفت طائرات الاحتلال فجر الأربعاء، 22 مايو/أيار، بركسًا يأوي نازحين في بلدة الزوايدة وسط قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد 10 فلسطينيين وإصابة آخرين بجروح.
أما في خانيونس، ففي حوالي الساعة 5:00 فجر الثلاثاء، 21 مايو/أيار الجاري، قصفت طائرات الاحتلال منزلا من طابقين لعائلة أبو طير، في عبسان الكبيرة شرق خانيونس بدون سابق إنذار، ما أدى لتدمير المنزل واستشهاد 3 أشقاء أطفال، هم ريان ومحمد وبدر رمضان العبد أبو الطير، 17، 12، 11 عامًا.
وحتى وقت إعداد هذا البيان، تواصل قوات الاحتلال قصفها الجوي والبري والبحري على جميع أنحاء قطاع غزة، ما يُوقع مزيداً من الضحايا ويتسبب بتدمير المباني والبنى التحتية، مع استمرار معاناة مئات آلاف النازحين الذين يتكدس أغلبهم غرب دير البلح وغرب خانيونس وسط ظروف بالغة الصعوبة وانعدام مقومات الحياة.
ومنذ 11 أيار/مايو، ما زالت العمليات التي ينفذها برنامج الأغذية العالمي لتوزيع الأطعمة المغذية الخاصة على الحوامل والمرضعات والأطفال تحت سن الخامسة معلقة في رفح، ولكنها تواصلت بشكل محدود في خانيونس ودير البلح.
نجدد دعوتنا لإجبار إسرائيل على وقف جريمة الإبادة الجماعية ومن ضمنها التهجير القسري للفلسطينيين والفلسطينيات، وفرض وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإلزامها بتطبيق قرارات محكمة العدل الدولية بمنع ارتكاب إبادة جماعية. ونطالب أصدقاء الشعب الفلسطيني بالتحرك للضغط على الاحتلال لفتح المعابر بشكل فوري وضمان إدخال جميع المساعدات وعودة العمل الإنساني وإدخال الاحتياجات المختلفة، وإلاّ فإننا سنكون أمام عودة سريعة إلى شبح المجاعة في مختلف قطاع غزة.