القائمة الرئيسية
EN
أوامر التهجير الإسرائيلية المتكررة وتصاعد وتيرة القصف وتدمير المنازل على رؤوس ساكنيها تكريس للإبادة الجماعية
11، مايو 2024

مع غياب أي مواقف دولية حازمة توقف جريمة الإبادة الجماعية التي تنفذها إسرائيل في قطاع غزة، تصعّد قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها بوتيرة شبيهة بالأيام الأولى للهجوم، من حيث كثافة القصف واتساع نطاقه بما في ذلك قصف المنازل على رؤوس قاطنيها وارتكاب جرائم قتل جماعية، وإصدار أوامر تهجير جديدة لمخيمات وأحياء رفح، والعديد من التجمعات السكانية في شمال غزة.

أصدرت قوات الاحتلال صباح السبت 11 مايو/أيار، أوامر تهجير تشمل مخيميْ رفح والشابورة وأحياء الإداري والجنينة وخربة العدس في بلوكات: 6-9, 17, 25-27, 31، وطالبتهم بالتوجه فورًا إلى المنطقة الإنسانية الموسعة في المواصي.

وفقا لتقاريرنا الميدانية فإن قوات الاحتلال عادت لتطالب جميع السكان والنازحين في منطقة جباليا وأحياء السلام والنور وتل الزعتر ومشروع بيت لاهيا ومعسكر جباليا وعزبة ملين والروضة، والنزهة، الجرن، النهضة، والزهور شمال قطاع غزة، بالتوجه إلى "الملاجئ" غرب مدينة غزة.

وتأتي أوامر التهجير الجديدة بعد ساعات من شن طائرات الاحتلال الإسرائيلي عشرات الغارات العنيفة والمكثفة في كافة أرجاء قطاع غزة من جنوبه إلى شماله.

ففي رفح، وتبعا للبيان الصادر عن مؤسساتنا في 9 مايو/أيار الجاري، استمرت قوات الاحتلال في القصف الجوي والمدفعي، ففي حوالي الساعة 15:29 يوم الخميس 9 مايو/أيار، قصفت طائرات الاحتلال منزل المواطن جمال لافي في شارع عوني ضهير في حي خربة العدس في مدينة رفح فوق رؤوس ساكنيه دون سابق إنذار. أسفر القصف عن استشهاد 4 من أبنائه بينهم امرأة. كما أصيب 5 آخرين بجروح مختلفة.

وفي حوالي الساعة 7:18 صباح اليوم التالي، استشهد مدني وأصيب طفله جراء قصف مدفعي في شارع الزر في حي الزهور في مدينة رفح.

كما واصلت قوات الاحتلال القصف المدفعي والجوي تجاه العديد من أحياء رفح، في وقت تتواصل فيه حالات النزوح القسري للسكان والنازحين وسط أوضاع بالغة السوء، وتأتي أوامر التهجير الجديدة لتفاقم الحالة، وتؤكد من جديد على عدم صحة ما سعت الإدارة الأمريكية إلى الترويج له بمحدودية الهجوم العسكري على رفح.

وأعلنت وكالة الأونروا إغلاق 10 نقاط طبية من بين 34 نقطة طبية تابعة للأونروا في رفح، بينما تعمل مراكزها الصحية الثلاثة العاملة في رفح بشكل جزئي.

وفي خانيونس، استشهد صباح الجمعة 10 مايو/أيار الجاري، 8 مدنيين من عائلة قديح، جراء إطلاق قوات الاحتلال عدة قذائف مدفعية تجاه بلدة عبسان الكبيرة شرق خانيونس، بالتزامن مع توغل بري شرق البلدة. ومساء اليوم نفسه، قصفت طائرات الاحتلال منزلاً في قيزان النجار جنوب خانيونس.

وفي المحافظة الوسطى، وصلت جثامين 21 شهيدًا وعشرات الإصابات إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح جراء قصف طائرات الاحتلال العديد من المنازل على رؤوس ساكنيها، أمس الجمعة وفجر اليوم السبت.

ووفق متابعة باحثينا، ففي حوالي الساعة 1:40 فجر اليوم السبت، قصفت طائرات الاحتلال منزل عائلة الخطيب في الزوايدة ما أدى الى تدمير المنزل وإلحاق أضرار بالمنازل المجاورة. وأسفر القصف عن سقوط 9 شهداء منهم 5 أطفال و3 سيدات.

وأمس الجمعة، قصفت طائرات الاحتلال مربعا سكنيا لعائلتي النمر والأشقر بالمخيم الجديد في النصيرات. أسفر ذلك عن استشهاد 10 من السكان وإصابة 40 آخرين.

كما قصفت قوات الاحتلال منزلا لعائلة أبو ملوح في مخيم النصيرات ما أدى لاستشهاد أحد سكانه وإصابة 10 آخرين، ومنزلا لعائلة نبهان بالمخيم الجديد غرب النصيرات ما أدى لاستشهاد سيدة وإصابة 4 آخرين.  

وفي غزة وشمال غزة، قصفت طائرات الاحتلال ما لا يقل عن 7 منازل في حي الصبرة وحي الزيتون، وجباليا، وبيت لاهيا، ما أسفر عن العديد من الشهداء والجرحى. من بين الشهداء الصحفي بهاء عكاشة وزوجته وطفلهما.

ومع استمرار إغلاق معبر رفح وكرم أبو سالم، ومنع إدخال شاحنات المساعدات بما فيها الإمدادات الحيوية منها الوقود، تتفاقم الأزمات الإنسانية، ويقترب شبح توقف تام للمستشفيات التي بقيت تعمل جزئيا في قطاع غزة، إلى جانب توقف ضخ المياه للسكان والنازحين والنازحات.

تدين مؤسسات حقوق الإنسان الفلسطينية بأشد العبارات تصاعد العدوان العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة، بما في ذلك اقتراف جرائم قتل جماعية ومنع إدخال المساعدات، بما فيها المساعدات الطبية، وتعبر عن استهجانها الاستهانة بأرواح الأبرياء والتداعيات الإنسانية لهذا الهجوم على سكان القطاع الذين أصبح أكثر من مليونين منهم نازحين ويعيشون في خيام والآلاف منهم حتى لا يجدون خياما ليقيموا فيها، حيث يبحثون عن أماكن تأويهم في الأراضي الزراعية التي بقيت بلا خيام في دير البلح وغرب خانيونس.

وفي ضوء ذلك، تطالب مؤسساتنا المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لإلزام إسرائيل -الدولة القائمة بالاحتلال- على وقف عدوانها المتواصل على قطاع غزة، والتوقف عن ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية ضد السكان.

 كما وتطالب المجتمع الدولي بالوقوف عند التزاماته مؤكدة بأن الصمت الرسمي هو تورط في الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني. إن العالم والمجتمع الدولي الرسمي أمام فرصة أخيرة لإعادة الاعتبار للنظام العالمي ولسلطة الأمم المتحدة ومؤسساتها المختلفة، وقرارات أهم محكمة في العالم التي تضرب بها قوات الاحتلال عرض الحائط بحماية وغطاء سياسي من الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية.

نجدد دعوتنا لإجبار إسرائيل على وقف جريمة الإبادة الجماعية ومن ضمنها التهجير القسري للفلسطينيين والفلسطينيات، وفرض وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإلزامها بتطبيق قرارات محكمة العدل الدولية بمنع ارتكاب إبادة جماعية.

ونطالب أصدقاء الشعب الفلسطيني بالتحرك للضغط على الاحتلال لفتح المعابر بشكل فوري وضمان إدخال جميع المساعدات وعودة العمل الإنساني وإدخال الاحتياجات المختلفة، وإلاّ فإننا سنكون أمام عودة سريعة إلى شبح المجاعة في مختلف قطاع غزة.