القائمة الرئيسية
EN
اسرائيل تقتل الصحفيين/ات وتستهدف المدنيين والمدنيات في ظل صمت دولي
07، يناير 2024

تستمر قوات الاحتلال الإسرائيلية مواصلتها قتل واستهداف الصحفيين/ات الفلسطينيين ما أدى إلى استشهاد صحفيين اثنين وسائق مركبتهما، وإصابة أربعة آخرين بجروح، في وقت تستمر فيه الهجمات العسكرية الإسرائيلية على منازل المدنيين/ات وتجمعاتهم في قطاع غزة لليوم الـ 93 على التوالي.

ووفق المعلومات التي جمعتها طواقمنا، ففي حوالي الساعة 11:00 صباح الأحد 7 يناير/كانون الثاني 2024، أطلقت طائرة مسيرة للاحتلال الإسرائيلي صاروخًا نحو مجموعة من الصحفيين أثناء تصويرهم شاليه كان يؤوي نازحين/ات، تعرض لقصف من طائرات الاحتلال في بلدة النصر، شمال مدينة رفح مساء أمس السبت. أسفر القصف عن إصابة الصحفي في قناة الجزيرة مباشر أحمد البرش، وزميله المصور عامر رياض أبو عمرو بشظايا في أنحاء الجسم، ولم يصب بقية الصحفيين جراء القصف. وبعد مرور 15 دقيقة وأثناء نقل الصحفيين المصابين في سيارة إسعاف لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وبينما كانت تسير في شارع عمر بن الخطاب شمال مدينة رفح، قصفت طائرة مسيرة للاحتلال مركبة مدنية من نوع سكودا كانت تسير خلف سيارة الإسعاف ما أدى إلى استشهاد الصحفيين حمزة وائل حمدان الدحدوح، 28 عاماً، ويعمل مصوراً في قناة الجزيرة الإخبارية، ومصطفى سعيد زهدي ثريا، 27 عاماً، وهو صحفي حر، وسائق المركبة قصي محمد مصباح سالم، 27 عاماً، وإصابة الصحفيين محمد القهوجي وحازم رجب بجروح خطيرة.

وأفاد المصور في قناة الجزيرة مباشر الصحفي عامر رياض أبو عمرو، 40 عاماً، لباحثينا بما يلي:

تواجدت في شاليه المواطن صالح أبو نجا في بلدة النصر شمال مدينة رفح لتصوير آثار القصف الذي تعرض له من طائرات الاحتلال وأثناء تواجدي برفقة زميلي أحمد البرش شاهدت صحفيين آخرين كان من بينهم الصحفيان حمزة الدحدوح ومصطفى ثريا، وبعد لحظات من حديثي معهما أطلقت طائرة للاحتلال صاروخاً واحداً بجوارنا ما أدى إلى إصابتي أنا وزميلي أحمد البرش بشظايا في أنحاء الجسم فصعدنا في سيارة إسعاف كانت متواجدة في المكان وفيها جثتي شهيدين من داخل الشاليه المقصوف وتوجهت بنا نحو مستشفى النجار في مدينة رفح، وأثناء سير سيارة الإسعاف أطلقت طائرة مسيرة صاروخاً واحداً أصاب مركبة مدنية من نوع سكودا كانت تسير خلف سيارة الإسعاف وشاهدتها بعد توقف سيارة الإسعاف ونزولي منها وكان عندي شك بأن من بداخلها هم الصحفيين حمزة الدحدوح ومصطفى ثريا. ثم واصلت سيارة الإسعاف السير تجاه مستشفى النجار وبعد وصولنا بوقت قصير وصلت جثامين الصحفيين حمزة الدحدوح ومصطفى ثريا وجثمان قصي محمد مصباح سالم والذي كان يقود السيارة المدنية.

وتشير مؤسساتنا إلى أن إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال كررت استهداف الصحفيين وقتلهم وعملت على تدمير مؤسساتهم، ووجهت تهديدات للعشرات منهم، فضلا عن قتل عدد كبير من أفراد عائلاتهم، بما في ذلك عائلة الصحفي حمزة الدحدوح، الذي استشهدت والدته وإخوته محمود وشام مع آخرين من العائلة بعد قصف الاحتلال منزل نزحوا إليه في 25 اكتوبر/ تشرين أول الماضي، في حين أصيب والده مدير مكتب قناة الجزيرة في قطاع غزة في 15 ديسمبر/كانون الأول 2023.

تؤكد مؤسساتنا، المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان ومركز الميزان ومؤسسة الحق أن هذا الاستهداف للصحفيين/ات، نموذج لحالة متكررة، منذ بدء الهجوم العسكري الإسرائيلي؛ إذ حولت إسرائيل -القوة القائمة بالاحتلال- الصحفيين/ات ومؤسساتهم إلى أهداف مشروعة ومستباحة، ضمن سياسة ممنهجة هدفت إلى ترهيب الصحفيين/ات واسكات صوتهم ضمن محاولاتها التعتيم وإخفاء الفظائع الإنسانية التي تقترفها وجريمة الإبادة المتواصلة في قطاع غزة.

فقد قتلت قوات الاحتلال منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، 105 صحفيين، منهم 13 صحفية، في قطاع غزة، فيما دمرت ما لا يقل عن 80 مؤسسة إعلامية بالقصف المباشر، وفق نقابة الصحفيين/ات الفلسطينيين/ات.

وتسعى إسرائيل عبر قتل الصحفيين/ات وتغييبهم إلى احتكار الرواية حيث لا تريد أن يري العالم وجهها الحقيقي، وتريد إسكات الصحافة الحرة في وقت تمنع فيه الطواقم الصحفية الدولية من الوصول إلى غزة والتغطية الحرة، وكل ذلك في إطار علمية شاملة تمارس فيها الإبادة الجماعية (الجينوسايد) وتسعى لفرض النكبة الثانية ضد 2.3 مليون فلسطيني/ة في قطاع غزة.

يأتي ذلك في وقت تستمر فيه قوات الاحتلال في هجماتها العسكرية الدامية ضد المدنيين/ات بما في ذلك تدمير المنازل على رؤوس ساكنيها.

وضمن الهجمات التي وثقتها طواقمنا، قصف طائرات الاحتلال بناية سكنية من عدة طوابق في حوالي الساعة 7:35 مساء يوم السبت 6 يناير/ كانون الثاني 2024، في مخيم خانيونس، لعائلة بريص، ما أدى استشهاد 25 مواطنًا، منهم 11 طفلا وسيدتان حاملتان على الأقل، وإصابة 52 آخرين بجروح. 

ووفق وزارة الصحة بغزة -حسب تصريح لها بعد ظهر الأحد- ارتكب الاحتلال 12 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 113 شهيدا/ة و250 إصابة خلال ال 24 ساعة الماضية.

ووفق آخر تحديث لوزارة الصحة، مساء 7 يناير/كانون الثاني 2024، فقد ارتفعت حصيلة الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 22835 شهيدا و58416 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي، مؤكدة أن 70% من ضحايا العدوان الإسرائيلي هم من الأطفال والنساء. يذكر أن الغالبية العظمى من الضحايا بما فيهم الرجال، هم من المدنيين، وبينهم آلاف المسنين.

وتؤكد طواقمنا، أن العدد الفعلي للشهداء هو أكبر بكثير من الرقم المعلن من وزارة الصحة؛ بالنظر لوجود أعداد كبيرة من الضحايا وهم بالآلاف تحت الأنقاض أو في الشوارع، وفي الكثير من الحالات يضطر الأهالي لدفنهم لتعذر نقلهم للمشافي. وضمن هؤلاء هناك أعداد كبيرة تحللت جثثهم، ما ينذر بانتشار الأمراض والأوبئة الصحية، فضلا عن انتهاك كرامة الميت.

تعيد مؤسساتنا التذكير بأن الصحفيين/ات يتمتعون بحماية خاصة بموجب القانون الدولي الإنساني شأنهم في ذلك شأن المدنيين/ات. فوفقًا للمادة 79 من البروتوكول الأول الملحق لاتفاقيات جنيف الأربع، والتي وصلت لمستوى القانون العرفي الدولي، " يعد الصحفيون الذين يباشرون مهمات مهنية خطرة في مناطق النزاعات المسلحة أشخاصاً مدنيين ضمن منطوق الفقرة الأولى من المادة 50". كما يتمتع هؤلاء بحماية القانون الدولي لحقوق الإنسان، وخصوصًا العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الذي صادقت عليه دولة الاحتلال الإسرائيلي، وترفض الاعتراف بانطباقه على سكان الإقليم المحتل، تمامًا كما تنكر انطباق القانون الإنساني الدولي عليهم.

وتؤكد مؤسساتنا أن صمت المجتمع الدولي على جريمة الإبادة الجماعية التي تنفذها إسرائيل في قطاع غزة منذ 7 اكتوبر/تشرين الأول الماضي، وهو الصمت الذي يصل إلى حد التواطؤ من الدول الكبرى، يشجع إسرائيل على اقتراف المزيد من الانتهاكات والدوس على كل مواثيق حقوق الإنسان، في ظل سياسة الإفلات من العقاب التي يحظى بها مجرمو الحرب الإسرائيليين.

وتشدد مؤسساتنا على أنه بعد 3 أشهر من هذا الهجوم بات من واجب المجتمع الدولي التحرك الفوري والعاجل لوقف الهجوم العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة، والتوقف عن سياسة استهداف المدنيين/ات والأعيان المدنية كأداة انتقام وعقاب وضغط سياسي، واتخاذ إجراءات فعالة لضمان المساءلة على جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي تقترفها قوات الاحتلال الإسرائيلي في الأرض الفلسطينية المحتلة.

ونجدد مطالبتنا للمجتمع الدولي ضمان إنهاء الاحتلال وتفكيك الاستعمار الاستيطاني ونظام الفصل العنصري الإسرائيلي، وإلغاء جميع القوانين والسياسات والممارسات التمييزية واللاإنسانية ضد الشعب الفلسطيني بأكمله، وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في تقرير المصير دون قيد أو شرط.