القائمة الرئيسية
EN
إسرائيل تدمر أحياءً سكنية على رؤوس قاطنيها بغزة وتمعن في القتل الجماعي
11، أكتوبر 2023

 

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي لليوم الخامس على التوالي، شن هجماتها الحربية على قطاع غزة، بكثافة نارية هائلة ومدمرة، ولجأت إلى قصف وتدمير أحياء سكنية كاملة على رؤوس قاطنيها، مع تدمير الشوارع والبنى التحية، في تعمد واضح لاستهداف المدنيين والمدنيات والأعيان المدنية في شكل يرقى إلى أعمال الإبادة الجماعية.

 

ومع اشتداد وتيرة الغارات وانتقالها من مكان لآخر، لم يعد هناك مكان آمن في قطاع غزة بأسره، بما في ذلك مراكز الإيواء التي تضرر العديد منها جراء القصف الإسرائيلي، بما فيها الأعيان التي تتمتع بحماية خاصة ولا غنى عنها لبقاء السكان المدنيين وفقاً لقواعد القانون الدولي. وتسببت مئات الغارات بمقتل وإصابة المئات من المواطنين المدنيين/ات، وإصابة الآلاف، فيما لا تزال أعداد كبيرة تحت الأنقاض لم تستطع طواقم الإنقاذ من انتشالهم.

 

وحسب وزارة الصحة، ارتفع عدد القتلى الفلسطينيين/ات منذ 7 أكتوبر الجاري، إلى 1055، منهم 260 طفلا و230 سيدة، في حين ارتفع عدد الإصابات إلى 5148، من بينهم 60 % من الأطفال والنساء. في حين دمرت غارات الاحتلال آلاف الوحدات السكنية، والممتلكات الخاصة والعامة.

 

وتشير بعض الصور ومقاطع الفيديو، إلى سحب من الدخان الأبيض رافق إطلاق الاحتلال مقذوفات تجاه بعض الأحياء المستهدفة في قطاع غزة، ما يثير المخاوف من استخدام الفسفور الأبيض؛ الأمر الذي يستوجب فتح تحقيق دولي في استخدام الاحتلال ذخائر وأسلحة محرمة دوليا وسط تجمعات مدنية، إلى جانب جرائم الحرب الأخرى.

 

وبحسب أعمال الرصد والتوثيق التي تواصلها المؤسسات الثلاث، فقد كانت أبرز أحداث الاستهداف لليوم الرابع كالتالي:

 

ففي محافظة شمال غزة، شنت طائرات الاحتلال خلال الساعات الماضية مئات الغارات يوم الثلاثاء ودمرت 3 منازل على رؤوس قاطنيها في جباليا ما أدى إلى مقتل 26 مواطنا، بينهم 13 طفلا و7 سيدات ولا يزال هناك 8 أشخاص مفقودين. ومنذ مساء أمس حتى فجر اليوم، شنت طائرات الاحتلال عشرات الغارات العنيفة والمدمرة على حي الكرامة غرب جباليا، مستهدفة الشوارع والعديد من المنازل على رؤوس قاطنيها دون إنذار مسبق في عدة مربعات داخل الحي. أسفر ذلك عن مقتل عدد كبير من المواطنين/ات لم يستطع باحثونا حصره. ولا تزال أعداد كبيرة من المواطنين/ات تحت الأنقاض. واستهدفت سيارة إسعاف أثناء إخلاء المصابين/ات بجوار أبراج الكرامة، ما أدى لمقتل مواطنين وإصابة مسعفين.

ومنذ فجر اليوم، استهدفت قوات الاحتلال عبر طيرانها الحربي والمدفعية، مناطق القرم وعزبة عبد ربه والسكة شرق جباليا ومخيمها، بعشرات الغارات العنيفة، ما أدى لتدمير أحياء كاملة فوق رؤوس ساكنيها، وحالت عمليات القصف العنيفة دون وصول طواقم الإسعاف والإنقاذ. وتمكنت طواقم الإسعاف صباحا من انتشال العشرات من الجثث تم التعرف على ٢٤ جثة حتى الآن، فيما لا يزال عدد كبير مجهولا، ولا يزال آخرون تحت الأنقاض، فيما نزح الآلاف عن المنطقة أيضًا.

 

وفي غزة، شنت طائرات الاحتلال عشرات الغارات على أحياء سكنية استمرت حتى صباح اليوم، تزامن ذلك مع قصف مكثف من قبل المدفعية والبوارج البحرية، ودمر القصف العديد من المنازل والبنايات سكنية، على رؤوس قاطنيها لعائلات التتر وإسليم، ومعروف وأبو شمالة، وعاشور، والنفار. واستهدفت حيا سكنيا في شارع الصحابة ما أدى إلى تدمير عدة منازل لعائلات حجازي والصفدي وعطا الله والسك. وجددت قصف مباني الجامعة الإسلامية ودمرت بعضها، وقصفت مبنى برنامج الفاخورة للمنح الدراسية التابع لمؤسسة التعليم فوق الجميع القطرية. وأسفرت الغارات عن مقتل 57 مواطنا/ة، بينهم 20 طفلا و11 امرأة، فيما لا يزال الحديث يدور عن عشرات تحت الأنقاض.

 

وفي الوسطى، شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي عدة سلسلة غارات على أحياء، وشقق سكنية وأراضي زراعية استمرت حتى صباح اليوم تزامن ذلك مع قصف مكثف من المدفعية والبوارج البحرية وتركز القصف على أحياء سكنية وأبرزها كانت في مخيم البريج ومخيم النصيرات ودير البلح، وهي معظمها مخيمات مكتظة بالسكان المدنيين/ات، وطال القصف مؤسسات أبرزها البنك الوطني الإسلامي، حيث أسفر القصف المكثف إلى وقوع أضرار كبيرة في البنية التحتية وشبكات الكهرباء، وأدى ذلك دماراً كبيرا في عدد من المنازل متعددة الطبقات والشقق السكنية مثل عائلة الحسنات، والنقيب، ومسلم، جودة، والأعرج، النجار، رمضان، إسماعيل، مما أدى إلى مقتل (49) مواطنا، من بينهم (15) طفل، و(12) سيدات، وإصابة العشرات من المواطنين/ات، وما تزال الطواقم الطبية والدفاع المدني تواصل البحث عن مفقودين تحت الأنقاض، وأدى قصف الزوارق البحرية إلى تدمير 13 مركباً للصيادين، وتضررت 10 مراكب أخرى وشباك الصيادين، الراسية على شاطئ دير البلح. ولا تزال هناك منازل لم تصلها فرق الإنقاذ في الدفاع المدني لقلة الإمكانيات.

 

وفي خان يونس، استهدفت قوات الاحتلال عدداً من منازل وشقق المواطنين/ات، لعائلة الأسطل، وعوض، واسماعيل، وعرام، والأغا، وأبو شاب، والقدرة. أسفرت عن مقتل (43) مواطناً، من بينهم (16) طفلا، و(12) امرأة. بين القتلى 2 من أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس، هما زكريا أبو معمر، وجواد أبو شمالة. كما واصلت قوات الاحتلال استهداف أحياء سكنية بأكملها بالقصف الجوي والمدفعي في المناطق الشرقية من محافظة خان يونس، خزاعة، وعبسان الكبيرة، وعبسان الجديدة، والقرارة، والفخاري، التي اضطر أغلب سكانها إلى ترك منازلهم في وقت سابق والنزوح منها إلى وسط خان يونس، بعد تلقيهم تحذيرات وأوامر من قوات الاحتلال بإخلائها. أدى القصف إلى دمار هائل في عدد من الأحياء السكنية بما فيها أعداد كبيرة من المنازل السكنية والمحال التجارية والبنية التحتية. وتواصل فرق الدفاع المدني البحث عن مفقودين/ات وضحايا تحت أنقاض عدد من المنازل المستهدفة.

 

وفي رفح، نفذت طائرات الاحتلال العديد من الغارات استهدفت عدداً من منازل وشقق المواطنين/ات والبنك الوطني الإسلامي، وبنك البريد ما أدى إلى مقتل (16) مواطناً، من بينهم (4) أطفال وامرأة وصحفي قتل داخل منزله، جراء قصف منزل مجاور. ولا يزال الحديث يدور عن عدد من المواطنين/ات تحت الأنقاض. كما قصفت طائرات الاحتلال معبر رفح بين الجانب الفلسطيني والمصري للمرة الثالثة، ما أخرجه عن الخدمة، ومنع مغادرة ووصول المسافرين/ات، ومنع إدخال شاحنات مصرية محملة بالوقود والبضائع إلى قطاع غزة.

 

ووفق تقديرات الأمم المتحدة فإن أكثر من 200،00 شخص قد نزحوا داخل غزة، ويحتمي أكثر من 137,000 شخص في أكثر من 80 مدرسة للأونروا في جميع أرجاء قطاع غزة.

 

وتتابع منظمات حقوق الإنسان شكاوى من العديد من المواطنين/ات في مراكز الإيواء بعدم توفر أي خدمات لهم، سواء المتعلقة بالفراش أو الطعام، ما يستجوب من الوكالة الأممية التحرك العاجل لتأمين احتياجات الإيواء المختلفة.

 

كما تعرض مبنى يضم مقر رئاسة الأونروا في مدينة غزة لأضرار جسيمة نتيجة الغارات الجوية القريبة. ولجأ جميع موظفي الأمم المتحدة الدوليين الموجودين/ات في غزة إلى مبنى آخر داخل المجمع نفسه.

 

وأعلنت الأونروا أن أضرارا جانبية ومباشرة لحقت بما لا يقل عن 18 من منشآتها، بما في ذلك المدارس التي تؤوي المدنيين/ات النازحين/ات، فيما قتل اثنان من موظفي الوكالة الأممية وخمسة من طلبة مدارسها منذ بداية العدوان.

 

وتحذر مؤسسات حقوق الإنسان، من كارثة إنسانية كبرى تمس بحياة نحو 2.3 مليون مواطن يعيشون في قطاع غزة؛ مع الانقطاع التام للكهرباء خلال ساعات مع التوقف المرتقب لمحطة توليد الكهرباء الوحيدة، نتيجة نفاد الوقود بسبب قرار إسرائيل وقف إمداد القطاع بالوقود وجميع الاحتياجات الأخرى. علمًا أن إسرائيل اتخذت منذ بداية العدوان قرارا غير إنساني بوقف تزويد قطاع غزة بـ (120) ميجا واط.

 

يأتي ذلك في وقت استمرت قوات الاحتلال في إغلاق القطاع، ومنع تدفق إمدادات الوقود والغذاء والدواء، في مخالفة لكل الأعراف والمواثيق الدولية.

 

وتؤكد المعلومات الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت 9 مؤسسات صحية، بينها 7 مستشفيات حكومية، ودمرت15سيارة إسعاف، وقتلت 6 من الطواقم الطبية وأصابت 16 آخرين.

 

المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، ومؤسسة الحق، ومركز الميزان لحقوق الإنسان، يستنكرون بأشد العبارات استمرار العدوان الإسرائيلي وارتكاب المجازر بحق المدنيين والمدنيات، وتدمير الأعيان المدنية على نطاق واسع وبشكل ممنهج يرقى لمستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، وتحذر المؤسسات أن الهجمات التي تنفذها قوات الاحتلال بشكل مكثف على المناطق المكتظة بالسكان، والإغلاق المشدد وقطع إمدادات الطاقة والمياه والغذاء والدواء، يعني الحكم بالموت على 2.3 مليون إنسان يعيشون في قطاع غزة.

 

وعليه، تجدد منظمات حقوق الإنسان مطالباتها للمجتمع الدولي لا سيما الأطراف السامية الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة، بالتدخل العاجل والفاعل واتخاذ خطوات ملموسة من شأنها وقف عمليات القتل والتجويع ومنع حدوث كارثة إنسانية محققة، والضغط على قوات الاحتلال الإسرائيلي لاحترام التزاماتها الناشئة عن القانون الدولي الإنساني، وتوفير الحماية الدولية للمدنيين/ات، وضمان تدفق الإمدادات الدوائية والإغاثية والوقود للسكان للحد من التدهور المتسارع للأوضاع الإنسانية على الأرض.

 

كما تطالب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، وفقاً لنظام روما الأساسي، بالتحقيق في الجرائم الإسرائيلية لا سيما استهداف المساكن وقتل أسر بأكملها، وملاحقة ومحاسبة كل من نفذ أو أمر بارتكاب هذه الجرائم.