أصدرت ثلاث منظمات حقوق إنسان فلسطينية وهي مؤسسة الحق، المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، ومركز الميزان لحقوق الإنسان، تقريراً يوثق بالأرقام والإحصاءات الخسائر والأضرار التي لحقت بالسكان المدنيين/ات وممتلكاتهم/ن جراء الهجمات الحربية واسعة النطاق التي شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانها على قطاع غزة في شهر أيار/ مايو 2021.
وتشكل المعلومات التي يعرضها التقرير خلاصة لعملية التوثيق الشاملة التي قامت بها المنظمات الثلاث والمبنية على المعايير الدولية. يذكر أن هذه المؤسسات ذات خبرة طويلة في هذا العمل، وتشكل نشاطات المراقبة وعمليات جمع المعلومات وإجراء التحقيقات الميدانية جزءاً أصيلاً من عملها، كما سبق لها أن تعاونت مع كل لجان التحقيق التي شكلت للتحقيق في الانتهاكات الإسرائيلية لقواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان. وتمتلك المؤسسات فريقاً متخصصاً في مجال رصد وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة سواء تلك التي ترتكبها سلطات الاحتلال أو السلطات المحلية الفلسطينية أوسلطة حماس في غزة.
يبدأ التقرير بوصف الهجوم الحربي واسع النطاق وأبرز محطاته، ومن ثم ينتقل لاستعراض منهجية جمع المعلومات وعمليات حوسبة وتدقيق البيانات، ويفرد جزءاً خاصاً بتوضيح المصطلحات المستخدمة من قبل المنظمات. ومن ثم ينتقل لاستعراض حصيلة الخسائر والأضرار التي لحقت بالسكان المدنيين/ات وممتلكاتهم/ن، ويورد التقرير أعداد الضحايا الذين قتلوا أو الذين توفوا متأثرين/ات بجراح أصيبوا بها خلال العدوان حتى تاريخ 1/1/2022. ويشير التقرير إلى أن عدد القتلى بلغ (240)، من بينهم (60) طفلاً، و(38) سيدة، فيما بلغ عدد الجرحى الأطفال الذين تم رصدهم (630)، والجريحات من السيدات (397).
ويورد التقرير تفاصيل الضحايا من ذوي الإعاقة وأفراد المهمات الطبية والإنسانية والصحافيين/ات، وتفاصيل ذات علاقات بظروف عمليات القتل.
وفي السياق نفسه، يستعرض التقرير عمليات هدم وتدمير الأعيان المدنية، لاسيما المنازل السكنية والمنشآت التجارية والصناعية والتعليمية ودور العبادة والأراضي الزراعية، وآبار المياه، والمركبات، وغيرها. وتشير الإحصاءات التي يوردها التقرير إلى أن قوات الاحتلال دمرت (7680) وحدة سكنية، من بينها (1213) دمرت كلياً، كما بلغ عدد المهجرين قسرياً جراء هدم منازلهم (38020) من بينهم (17444) طفل، و(10218) سيدة.
تجدر الإشارة إلى أن عمليات الرصد والتوثيق لم تشمل المنشآت والمساكن التي تعرضت لأضرار طفيفة[1] وهي تعد بعشرات الآلاف.
وفي خاتمة التقرير تجدد منظمات حقوق الإنسان استنكارها الشديد للجرائم التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، والتي لا تزال مستمرة من خلال العقوبات الجماعية والحصار الخانق الذي تفرضه إسرائيل على القطاع. كما تجدد منظمات حقوق الإنسان شجبها تشجيع إسرائيل لقواتها على ارتكاب مزيد من الجرائم من خلال توفيرها الحماية والحصانة لهم. وتطالب المنظمات المجتمع الدولي بالقيام بواجباته القانونية والأخلاقية لإنهاء الحصار على قطاع غزة تمهيداً لإعادة إعماره، والتحقيق في انتهاكات القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان التي ارتكبتها قوات الاحتلال في قطاع غزة لضمان محاسبة مرتكبيها.
[1] المقصود بالأضرار الطفيفة، هي تحطم نافذة أو شق في جدار وما إلى ذلك من أضرار لا يمكن لفرق العمل الميدانية رصدها، لأنها تتوزع على أرجاء واسعة وبعيدة نسبياً عن المكان المستهدف، وهي تكون جراء تطاير شظايا ولذا يتعذر على طواقم المنظمات حصره إذ أنه بحاجة لطواقم بالمئات لإجراء مسح شامل للمنطقة بالكامل.